المؤسسات الرياضية (مثل اللجنة الأولمبية الوطنية، الاتحادات، والأندية الرياضية) هي جميعها مؤسسات عاملة في القطاع الرياضي، وهي مؤسسات أهلية معنية بالشأن الرياضي وتدار من قبل إدارات منتخبة. قادتها هم قيادات تطوعية مختصة بالرياضة وألعابها. وعلى مدار عقود طويلة، كانت هذه المؤسسات تتلقى ميزانيتها وأموالها من الحكومة.
اليوم، نجد أن هذه المؤسسات الرياضية صارت تتلقى مبالغ طائلة وميزانيات كبيرة، وبدأت تتجه نحو عالم الاحتراف. لكننا لم نشهد هذه المؤسسات تمارس أي شكل من أشكال الاحتراف، إذ أنها لا تحاسب المقصرين أو الذين تراجع مستوى أدائهم أو فشلوا في عملهم، سواء من أعضاء مؤسستها أو أبطال الألعاب الرياضية التابعة لها.
أعتقد أن غياب مبدأ الثواب والعقاب في العمل الرياضي هو نقص كبير يعيق نجاح العمل، مما يساهم في تراجع المستوى العام للرياضة في البلد. لذا، أناشد جميع المؤسسات الرياضية بكل أنواعها أن تؤدي واجباتها الأساسية، مثل تكريم الناجحين في عملهم ومحاسبة المقصرين والفاشلين من اللاعبين والمدربين والإداريين. فالمسؤولية مشتركة بين الجميع، ويجب أن يشمل هذا الأمر أداء المؤسسات الرياضية. فعندما نلاحظ أن مؤسسة رياضية قد نجحت في عملها وإنجازاتها وساهمت في تحقيق انتصارات رياضية، يصبح من الواجب مكافأة عملها وتكريم أفرادها. بالمقابل، يجب محاسبة المؤسسات الرياضية التي تفشل في أداء عملها.
هنا، أدعو جميع المؤسسات الرياضية أن تبدأ بنفسها ومن أعلى الهرم الرياضي. فعندما تشعر المؤسسة الرياضية بأنها عاجزة عن إدارة العمل الرياضي وغير قادرة على تحقيق الإنجاز، يجب عليها أن تترك الساحة لمن هم قادرون على قيادة العمل في المؤسسة الرياضية. أما التشبث بالمنصب ومحاولة البقاء دون تحقيق نتائج إيجابية، فهو يضر بالرياضة والإبداع.
أما مبدأ الثواب والعقاب، فسيشكل الأساس العلمي والعملي الصحيح لجميع المؤسسات العاملة في الميدان الرياضي، وسيساهم في استقرار العمل ونجاح المؤسسات كافة، لأن النتائج والإنجازات هي المحرك الأساسي والحقيقي لتقييم العمل الرياضي.