تعد مجالس المحافظات المؤسسات التي تساهم في تسيير شؤون الحكومات المحلية في محافظاتها، ومنها يتم انتخاب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة. هؤلاء جميعاً هم أبناء المحافظة والمشرفون على حقوقها وتنظيم واقعها ومسيرتها. هنا يحق لنا نحن الرياضيين أن نجد في هذه التشكيلة من قادة المحافظة من هو رياضي سابق، أو مدرس، أو معلم للرياضة والألعاب، ففي هذه الحالة سنجد أن رياضتنا في المحافظة، وأقضيتها، ونواحيها، وقراها ستكون في خير وسرور.
إن الحكومات المحلية هي جزء من السلطة الوطنية، ولها العديد من الصلاحيات المستقلة والقرارات اللامركزية التي تشكل في مجموعها السلطة الوطنية. ولكن، ما نراه في العديد من مجالس المحافظات هو غياب هذه الجوانب، ويرجع السبب الأساسي في ذلك إلى فقدان الشجاعة لدى المسؤولين، رغم تمتعهم بكافة الصلاحيات، وخاصة في المجال الرياضي. فلا نجد لجنة رياضية في معظم مجالس المحافظات، وغياب هذه اللجان يساهم في الإهمال وعدم إعطاء الرياضة حقها الذي أكده الدستور في المادة 36 من الدستور العراقي، التي نصت على: "ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها".
إذاً، الدستور قد منح كل فرد في المجتمع الحق في ممارسة الرياضة، وهذا الحق يدعم ضرورة اهتمام مجالس المحافظات بالرياضة والألعاب، وتشجيع الأندية الرياضية، والفرق الشعبية، والرياضة المدرسية، والاتحادات الفرعية، لممارسة جميع الألعاب الرياضية في المحافظات. وهذا لا يتحقق من خلال شخص واحد، بل يتطلب وجود لجنة رياضية متخصصة تعنى بجميع جوانب الرياضة.
يترأس لجنة الرياضة في مجالس المحافظات عضو في مجلس المحافظة، وتضم بعض معلمي ومدرسي التربية الرياضية، إضافة إلى قادة الاتحادات الرياضية في المحافظات، وممثلي الأندية الرياضية. تستطيع هذه اللجنة مناقشة الواقع الرياضي في المحافظة، وتحديد الاحتياجات التي تحتاجها الأندية والفرق الشعبية. كما يمكن للجنة الرياضية والشباب في مجلس المحافظة أن تناقش احتياجات الملاعب والقاعات الرياضية اللازمة في المحافظة.
كذلك، يمكن للجنة الرياضية في المحافظة تقديم الدعم المالي للأندية الرياضية، خصوصاً تلك المشاركة في البطولات والمسابقات الرسمية. أما إهمال هذا الجانب وعدم تقديم الرعاية والاهتمام بالأندية والفرق الشعبية، فإنه يتسبب في فشل وتراجع الرياضة في تلك المحافظة، وبالتالي يؤدي إلى تراجع الرياضة على المستوى الوطني.
إن الرياضة في كل بلدان العالم تشكل واقعاً مهماً ومعلماً حيوياً تعتمد عليه البلدان وتعمل على تطويره والنهوض به. العديد من بلدان العالم تعرفنا عليها بفخر واعتزاز من خلال نتائج أبنائها وأنديتها الرياضية.