اخر الاخبار

یعتقد البعض بأن المغرب قد حقق إنجازا تأریخیا من خلال تواجده في الدور النصف نهائي لموندیال قطر. وهذا کلام واقعي جدا. ویثبت أن التخطیط السلیم ودراسة البیئة وإستغلال مواقع القوة یؤدي بالنتیجة إلى تحقیق الاهداف.

تعلمنا في العراق، أن نشاهد تجارب ناجحة لدول وأشخاص وأن نتأثر بما یحققه الغیر من إنجازات ومکتسبات، والکثیر منا یحاول أن یلبس عباءة المنتشي أوان یتقمص دور الوصیف المعنوي لذلك الانجاز . إن القیادة في أي مجال في العراق یجب أن تعمل علی دراسة تجارب الآخرین بالموازاة مع تجاربنا المتواضعة، لتحدید وتقییم نقاط القوة والضعف ووضع إستراتیجیات مناسبة تضمن النجاح. من أجل الاستفادة وإغناء التجربة الوطنیة، نذكر هنا بعض الوقائع والحقائق عن المنتخب المغربي وسیاسة البحث عن المسلك المناسب للوصول إلى الهدف.

من المعروف أن (١٤) لاعبًا في تشكيلة منتخب المغرب المكوّنة من (٢٦) لاعبًا، هم من ولادة خارج المغرب ویحملون جنسيات أوربية بالإضافة إلى لاعب آخر ولد في المغرب لکنه یحمل جنسیة أوربیة، وهوأكبر عدد وُلد خارج أراضي بلاده بين جميع المنتخبات المشاركة في مونديال قطر ٢٠٢٢، يلعب (٢٠) منهم في دوري دول أوروبا (التركي، الفرنسي، الألماني، الإنجليزي، الإيطالي). ولا يلعب في الدوري المغربي سوى ثلاثة لاعبين فقط، كلهم ينتمون إلى فريق الوداد البيضاوي، الفائز بالدوري المحلي ودوري أبطال إفريقيا. أما مدربه (وليد الركراكي) الذي ولد في فرنسا ولعب في أندية فرنسية وإسبانية، وكذلك لعب في صفوف المنتخب المغربي (٤٥) مباراة دولية في الفترة ما بين عامي ٢٠٠١و٢٠٠٩ فقد کان أضافة نوعية وخبرة دولية تکمل رسم سياسة المنتخب للمستقبل.

إن السیاسة التي تضمن الاستفادة من المغتربین لتحقیق الانجاز، کونهم یمتلکون الخبرة والاحتکاك المطلوب لهذا المستوی الرفیع والمعقد من المسابقات، لیست ببعیدة عن عملیة تنظیم المنتخبات في الدول المتقدمة. لکنها حدیثة في الدول العربیة. إن إعتماد الاتحاد المغربي لهدف تحقيق الانجاز والتألق في کأس العالم، جعله يجازف بهذه السياسة وأن یخرج من المألوف والعرف السائد في المنطقة. فالاتحاد یملك الان کشافین في الدول الاوربیة لاکتشاف المهواب الشابة من أصول مغربية في الأكادميات والمدارس والدوريات، حيث يتم التعامل معهم بحرفية عالية من أجل وضعهم ضمن قافلة الانجاز الوطني.

کما تمیز “أسود الأطلس” في مرافقة أسر وأصدقاء اللاعبين لهم في مونديال قطر والحرص على تشجيعهم ودعمهم خلال المباريات. هذا بالإضافة إلى الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به المنتخب المغربي من المغاربة ومن العرب. کل هذه کانت من ضمن أسباب قوته في هذه البطولة.

نشعر بالسعادة للإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في إحتلاله للمرکز الرابع لکاس العالم في قطر، الكأس الذي کان استثنائنا في عدید من المجالات..

عرض مقالات: