• الاتصال بنا
  • من نحن
  • رئیس التحریر
طریق الشعب
  • الرئیسیة
  • صفحات الجریدة
      • Back
      • علی طریق الشعب
      • كتابات المحرر السیاسي
      • بیانات و وثائق
      • تصریحات
      • لقاءات
      • منظمات الحزب
      • اعمدة طريق الشعب
      • تقارير
      • عریبة ودولیة
      • حياة الشعب
      • اقتصاد
      • مقالات
      • الطریق الثقافي
      • ادب شعبي
      • الصفحة الاخیرة
      • Back
      • Back
      • Back
      • Back
  • الكُتاب
  • موقع الحزب
  • الثقافة الجدیدة
  • المكتبة
  • الارشیف
  • البحث

وسيلة لتمرير أرباح خاصة على حساب مصلحة المواطن.. {استثناءات عليا} تقضي على المنافسة العادلة في المشاريع الاستثمارية

التفاصيل
محمد التميمي
تقارير
22 أيلول/سبتمبر 2025
78

تشهد بيئة الاستثمار في العراق جدلاً واسعاً حول حجم الاستثناءات التي تمنحها الحكومة للمشاريع الاستثمارية، والتي تضاعفت بشكل لافت في السنوات الأخيرة مقارنة بالفترات السابقة.

هذه السياسة أثارت المخاوف من تعطيل مبدأ المنافسة العادلة، وتحويل بعض الفرص إلى صفقات خاصة، خصوصاً في ظل مشاريع كبرى لم تتجاوز نسب إنجازها حدوداً متواضعة.

وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن هذه التسهيلات قد تشكل عامل جذب سريع للاستثمارات، يذهب آخرون إلى أنها تعكس غياب رؤية مؤسسية واضحة، وتفتح الباب أمام المحاباة وتضارب المصالح، الأمر الذي يضعف ثقة المستثمر والمواطن معاً.

استثناءات استثمارية مضاعفة

يقول نائب رئيس لجنة الاستثمار والاقتصاد النيابية، حسين السعبري، أن الحكومة الحالية منحت استثناءات في مجال الاستثمار تفوق ما منحته الحكومات السابقة بأضعاف، مشيراً إلى أن هذه الاستثناءات عطلت مبدأ المنافسة العادلة وأثرت على جدية المشاريع.

ويضيف السعبري في حديث لـ"طريق الشعب"، إن "قرار مجلس الوزراء رقم (245) وقانون الاستثمار يُلزمان الهيئة الوطنية وهيئات الاستثمار في المحافظات بإعلان الفرص الاستثمارية بشفافية، إلا أن أغلب المشاريع تُمنح عبر استثناءات تصدر من مجلس الوزراء، مما يُنهي مبدأ التنافس".

وأشار إلى أن "الحكومة الحالية تعد الأكثر منحاً للاستثناءات، حيث ارتفعت إلى ما يقارب ستة أضعاف مقارنة بالحكومات السابقة"، لافتاً إلى أن "ذلك انعكس على مشاريع كبرى مثل مدينة علي الوردي والجواهري، التي أُعطيت لمستثمرين أجانب من دون فتح باب المنافسة أمام الشركات الأخرى".

وأضاف أن "المستثمر في هذه المشاريع لم ينجز سوى أقل من 25 بالمائة من أعمال البناء، ورغم ذلك حصل على استثناء رسمي يتيح له بيع الشقق على الخارطة، حيث جُمع من كل مواطن مبلغ 31 مليون دينار من دون وجود نسبة إنجاز حقيقية حتى الآن".

تحوّل الاستثمار إلى صفقات خاصة

من جهته، أكد أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، أن منح الحكومة استثناءات استثمارية واسعة النطاق، وبوتيرة غير مسبوقة مقارنة بالحكومات السابقة، لا يمكن تفسيره من زاوية واحدة.

وقال السعدي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان هذا السلوك "إما يعكس سياسة اقتصادية مدروسة تسعى لجذب استثمارات كبيرة وسريعة عبر شروط محفزة، أو أنه دليل على فوضى إجرائية وغياب رؤية موحدة تُترجم بالاعتماد على قرارات استثنائية بدلًا من إصلاح تشريعي ومؤسسي واضح".

وأضاف أن الواقع يعكس مزيجاً من الاحتمالين معاً، مشيرا إلى أن قانون الاستثمار يمنح أصلاً مساحة واسعة من الحوافز والإعفاءات، غير أن تحويل هذا الإطار القانوني إلى استثناءات تصدر من مكتب رئيس الوزراء أو لجان خاصة يؤدي إلى تآكل الضوابط الطبيعية، ويزيد من مخاطر المحاباة والفساد ما لم تُرافقه آليات شفافة وضمانات لمنافسة عادلة وتقييم موضوعي للعوائد الاقتصادية والاجتماعية للاستثمارات.

وأوضح أن "الإجابة العملية عن سؤال ما إذا كانت هذه الاستثناءات تعزز الاستثمار أو تكرس ثقافة الصفقات الخاصة، تكمن في النتائج على الأرض"، مضيفا "اذا اقترنت بإنشاء مشاريع حقيقية تُوفّر فرص عمل، وتُنتج بنى تحتية، وتساهم في نقل التكنولوجيا، فإنها ستكون سياسة مشجعة وفاعلة، أما إذا ارتبطت بمنح امتيازات لأسماء محددة بعيداً عن المناقصات الشفافة وتقييم الجدوى الاقتصادية، فإنها تتحول بسرعة إلى وسيلة لتمرير أرباح خاصة على حساب المصلحة العامة".

وفي ما يتعلق بظاهرة بيع الشقق على الورق رغم نسب الإنجاز المنخفضة، حذّر السعدي من خطورتها، معتبراً أنها ممارسة تقترب من استغلال المواطن، إذ تنقل عبء المخاطرة في البناء إلى المشتري قبل اكتمال المشروع.

وبيّن أن "بيع وحدة سكنية بإنجاز لا يتجاوز 25 في المائة، يعني عملياً أن أموال المواطنين تتحول إلى تمويل مباشر للبناء من دون أي ضمانات حقيقية في حال تعثر المشروع أو تغيّر أولويات المطوّر".

وأشار السعدي إلى أن التسهيلات الاستثنائية "قد تُستخدم في أحيان كثيرة كستار لتغطية إخفاقات الحكومة في إدارة ملف الإسكان، فبدلًا من إطلاق برامج إسكان مدعومة تمكّن المواطن من الحصول على سكن فعلي، تُعتمد سياسات تستقطب المستثمرين بشروط ميسرة تُحقق أرباحاً أكبر للمطورين على حساب حقوق المواطنين".

وأشار الى ان خطورة هذا المسار تزداد حين تغيب الرقابة الصارمة والالتزامات الزمنية الواضحة، وكذلك الضمانات البنكية التي تكفل حقوق المشترين وتحاسب المتأخرين في التنفيذ.

وشدد السعدي على أن الحكومة تتحمل مسؤولية أساسية في هذا الملف، لأنها الجهة المخوّلة بوضع القواعد وضمان حيادها، مؤكداً أن الاعتماد على قرارات استثنائية من مكتب رئيس الوزراء يعزز المركزية المفرطة ويضعف دور المؤسسات الرقابية واللجان الفنية المتخصصة، الأمر الذي يفتح الباب أمام تضارب المصالح ويقوّض العدالة في السوق.

تكريس نفوذ المصالح الخاصة

من جهته، قال الباحث في الشأن الاقتصادي سامر العلي إن “بيئة الاستثمار الحالية لا تفرز سوقاً تنافسية متوازنة، بل تفتح المجال أمام من يمتلك النفوذ السياسي والاقتصادي، وهو ما ينعكس سلباً على ثقة المستثمر النزيه والمواطن معاً".

واضاف العلي في حديث مع "طريق الشعب"، أن “الحديث عن إصلاح قانون الاستثمار وإغلاق باب الاستثناءات ما زال في إطار التصريحات الرسمية والرغبات المعلنة، بينما يكمن التحدي الحقيقي في ترجمة هذه النوايا إلى تشريعات واضحة وآليات مؤسسية فعلية".

وواصل انها تشمل "تنظيم المناقصات، وضمان المشاركة المحلية، وتعزيز الشفافية في نشر العقود ومتابعة التنفيذ”، محذرًا من أن غياب هذه الإجراءات سيجعل الاستثناءات مجرد أداة سياسية واقتصادية للبقاء في السلطة بدلًا من أن تكون مدخلًا للنهوض الاقتصادي.

ونوّه العلي إلى أن “استمرار الحكومة في سياسة التسهيلات غير المقيدة سيترك آثاراً سلبية مزدوجة على المدى المتوسط؛ أولها فقدان ثقة المواطن الذي يشعر بالاستغلال الاقتصادي، وثانيها تراجع ثقة المستثمر الجاد الباحث عن قواعد واضحة ومنافسة عادلة”.

وبين أن هذا المسار “سيجذب استثمارات قصيرة الأجل أو قائمة على المصالح الخاصة، بدلًا من استثمارات مستدامة تُسهم في نقل التكنولوجيا وتوفير فرص العمل الحقيقية وبناء قيمة محلية”.

وتابع حديثه بالاشارة الى ان "تشجيع الاستثمار لا يتحقق عبر القرارات الاستثنائية المشتتة، إذ يتطلب قانوناً واضحاً وتنفيذاً مؤسسياً شفافاً يضمن العدالة ويحمي حقوق المواطن".

وخلص الى التأكيد على ان "الاستثناءات العشوائية، تكلف الدولة ثمناً باهظاً على المدى البعيد، وهو ما يتطلب إغلاق هذا الباب تدريجياً، وإطلاق حزمة تشريعات تنفيذية تعيد الاعتبار لهيئات الاستثمار وتفرض رقابة مالية وقانونية صارمة تكفل المصلحة العامة وتعيد الثقة للمواطن والمستثمر على حد سواء”.

  • محمد التميمي

مراقبون: الديمقراطية في العراق مختزلة بالانتخابات ويهددها السلاح والطائفية والفساد

التفاصيل
محمد التميمي
تقارير
21 أيلول/سبتمبر 2025
151

بعد أكثر من عقدين على سقوط النظام الديكتاتوري، لا يزال مسار الديمقراطية في العراق، يواجه تحديات كبيرة تجعلها تجربة ناقصة وهشة. فظاهريا، تبدو العملية السياسية قائمة، مع انتخابات متكررة، لكن الواقع يكشف العكس من ذلك. فالسلطة السياسية في العراق  بحسب مراقبين، ما زالت تهيمن عليها الطائفية والمحاصصة، فيما يشكل الفساد المالي والسياسي وانتشار السلاح المنفلت عوائق رئيسة أمام أي تقدم ديمقراطي حقيقي، ليبقى التحدي الأكبر بحسبهم، هو تحويل الشكل الديمقراطي الراهن إلى ممارسة فعلية ومؤسسات قوية، قادرة على حماية الحقوق وتحقيق العدالة الاجتماعية.

 طائفية ومحاصصة سياسية

من جانبه، اكد المنسق العام للتيار الديمقراطي، أثير الدباس، أن التجربة الديمقراطية في العراق ما زالت تعاني من أزمات بنيوية عميقة تهدد مسارها الطبيعي، مشيرا الى أن “الديمقراطية في العراق لم تُطبق منها سوى الانتخابات، وحتى هذه العملية يشوبها الكثير من الخلل والانتهاكات”.

وقال الدباس في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "الطائفية السياسية ونظام المحاصصة، إلى جانب هيمنة قوى سياسية محددة وانتشار السلاح المنفلت والمال السياسي الفاسد، تمثل أبرز العقبات التي واجهت العراق بعد 2003".

وأضاف أن هذه العوامل “التهمت جوهر الديمقراطية، وجعلتها شكلاً بلا مضمون، أو شبه ديمقراطية تُدار وفق توازنات مصالح ضيقة بعيداً عن مفهوم الدولة المدنية”.

وتابع أن أي حديث عن انتعاش الديمقراطية في العراق لا يستند إلى واقع ملموس، ما دامت هذه الممارسات قائمة، وما دام قانون الأحزاب غير مطبق بشكل صارم، وما دامت الميليشيات تتحكم بمصائر الناس بقوة السلاح.

كما أكد الدباس أن المال السياسي الفاسد شكّل أحد أخطر التحديات، إذ أسهم في تشويه العملية الانتخابية وإفراغها من معناها، محذراً من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى “تآكل ثقة المواطن بالنظام السياسي برمته، ويزيد من عزوف الناخبين عن المشاركة، وهو ما يهدد مستقبل الديمقراطية في البلاد”.

وعدّ المنسق العام للتيار الديمقراطي، أن ما يجري في العراق اليوم لا يمكن وصفه بالديمقراطية الحقيقية، انما هي “ديمقراطية مسلوبة، سُلّمت للطائفية والمحاصصة والسلاح والفساد. ونحن في التيار الديمقراطي ومعنا القوى المدنية سنواصل النضال من أجل بناء صيغة أفضل للديمقراطية، تستند إلى العدالة والمواطنة وسيادة القانون”.

وختم الدباس بالقول: “رغم صعوبة المرحلة وضخامة التحديات، إلا أننا نؤمن أن لا بديل عن الديمقراطية كخيار وطني شامل، ونعمل على إعادة الاعتبار لها عبر ترسيخ قيم المواطنة، والحؤول دون التوظيف السياسي للدين، وبناء مؤسسات دولة قوية قادرة على حماية حقوق المواطنين بالتساوي”.

 مختزلة بالانتخابات

على صعيد اخر، اعتبر رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي، حيدر سعيد، ان العراق بعد نحو ربع قرن من تجربة الديمقراطية، بحاجة إلى وقفة جادة لتقييم منجزاتها، مشيراً إلى أن العملية الديمقراطية في البلاد اختزلت اليوم في الانتخابات فقط.

وقال سعيد في تصريح لـ"طريق الشعب"، ان الديمقراطية تمارس في العراق بعيداً عن المخرجات الحقيقية للعملية الديمقراطية، مثل سيادة القانون، واستقلال القضاء، والحريات العامة”.  وأضاف أن "الوضع غير المستقر الذي عاشه العراق على مدار السنوات الماضية، دفع بعض الأطراف إلى الاعتقاد بأن السلطة الصارمة والقوية هي الحل الأمثل، وهو ما أدى إلى تقويض فرص بناء ديمقراطية حقيقية".

وأكد أن الحديث عن ان الديمقراطية في البلاد تشهد فترة انتعاش غير دقيق، فيما الواقع يشير إلى العكس، مشدداً على أن “الديمقراطية في العراق اختزلت في مجرد أداء شكلي، ونجد ان العراق في الكثير من المؤشرات والتصنيفات لا يصنف على انه دولة ديمقراطية”.

ورأى أن التحدي الأكبر يكمن في "ترسيخ المبادئ الديمقراطية بشكل متكامل، بعيداً عن الانحيازات الطائفية والحزبية، وبما يضمن استقرار المؤسسات وسيادة القانون وحماية الحريات الأساسية للمواطنين".

ناشئة وهشّةوتواجه تحديات كبرى

وعلى صعيد متصل، وصف الكاتب والصحفي زياد العجيلي الديمقراطية في العراق بأنها “ناشئة وهشة”، مؤكداً أن البلاد لم تتمكن منذ سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 من تأسيس تجربة ديمقراطية حقيقية.

وقال العجيلي في حديث مع "طريق الشعب"، انه من غير الممكن أن "نطبق الديمقراطية كاملة خلال 23 سنة فقط. حتى الثورات الكبرى في أوروبا، مثل الثورة الفرنسية، استغرقت أكثر من مئتي عام لتثبيت مبادئ الديمقراطية ومواجهة معادياتها”.

وأشار العجيلي إلى أن "ما يُمارس حالياً في العراق لا يمكن اعتباره ديمقراطية فعلية، بل هو “شبه ديمقراطية” محدودة تقتصر على الانتخابات"، واصفاً الانتخابات بأنها “الحلقة الأضعف في النظام الديمقراطي”.

واكد أن القوى السياسية تختزل الديمقراطية في هذه العملية فقط، متجاهلة بقية أركانها الحيوية مثل حرية التعبير، حرية الصحافة، حقوق الإنسان، التنظيم السياسي، وفصل السلطة عن المحاصصة الطائفية والحزبية.

وأضاف انه “حتى الديمقراطية الناشئة، إذا صح التعبير، فهي غير مكتملة وهشة. فلم نشهد ظهور قوى ديمقراطية مؤثرة في المشهد السياسي، وما زلنا بعيدين عن ترسيخ مبادئ الديمقراطية الأساسية".

وحول المرحلة الحالية الحساسة التي يمر بها العراق، رأى العجيلي أن البلاد بحاجة إلى زعامات سياسية حقيقية لتنظيم الوضع الداخلي، مبينا انه “لا وجود اليوم لقوى سياسية متماسكة، بل أفراد يشكلون فرقاً سياسية متفرقة، وفي ظل هذا الواقع الصعب، لا بد من قيادة واضحة لتوحيد الرؤى وضبط أداء المؤسسات لضمان استقرار الدولة”.

وختم العجيلي حديثه بالقول إن “المرحلة الحالية حرجة وتتطلب تركيزاً على بناء الديمقراطية بشكل متكامل، بعيداً عن المحاصصة والطائفية والفساد، لضمان مستقبل أفضل للعراق”.

 ديمقراطية هجينة

اما الناشط السياسي مهتدى أبو الجود، فقد اعتبر أن تجربة الديمقراطية في العراق “تقتصر على الشكل فقط”، مشيراً إلى غياب الفصل الفعلي للسلطات، وحرية التعبير، وحرية الصحافة، وحرية الرأي، بينما هذه هي أسس رئيسية تقوم عليها أي ديمقراطية في العالم.

وقال ابو الجود في حديث مع "طريق الشعب"، ان "الديمقراطية، وفق التجارب العالمية، تصحح نفسها بوجود أصحاب الرأي، والصحافة الحرة، والكتابة، والثقافة، والإعلام، والحركات السياسية والأحزاب الناشئة، لكن الواقع العراقي  عكس ذلك تماماً، لا سيما في ظل الاستبعادات السياسية للمرشحين الذين تختلف توجهاتهم مع الحكومة والسلطة الحالية"، وهو ما اعتبره دليلاً على اتجاه النظام نحو المزيد من الشمولية والاستبداد.

وأضاف أبو الجود ان “الديمقراطية لا يمكن اختزالها بالانتخابات، فالمواطن لا يقتصر دوره على التصويت فقط، إذ له حقوق وواجبات متعددة ضمن منظومة كاملة من المؤسسات والضوابط التي تحمي الحريات وتضمن العدالة والمساءلة”.

وختم قائلاً: “إذا حاولنا وصف الديمقراطية في العراق اليوم بكلمة واحدة، فهي، هجينة، تجمع بين عناصر من الديمقراطية والاستبداد”.

  • محمد التميمي

خبراء بيئة ونفط يكشفون لـ{طريق الشعب} تداعيات أنشطة نفطية بلا رقابة

التفاصيل
بسام عبد الرزاق
تقارير
17 أيلول/سبتمبر 2025
206

شهدت الـ15 سنة الأخيرة في العراق، توسعاً كبيراً في مشاريع النفط على مستوى الاستكشاف وتطوير حقول الخام، فيما ساهم هذا التوسع في تفاقم الأزمة البيئية، لا سيما في المناطق الجنوبية، خاصة وأنه يتزامن مع تغيرات مناخية في المنطقة، حصد منها العراق تأثيرات واضحة على وضعه المائي.

وقالت وزارة النفط إنه تم توقيع عقود كبرى مع شركات عالمية لتطوير حقول النفط في الناصرية وكركوك.

ويرى مراقبون ان مناطق في محافظة ميسان، توسعت فيها الأنشطة النفطية بشكل لافت في الآونة الأخيرة، اصبحت نموذجاً فاضحاً لانتهاكات شركات النفط المتكررة، وغياب الضغط الحكومي والإجراءات التي تحد من مخاطر التلوث، والتي ظهرت في مشاهد مصورة مؤلمة قبل أيام، من خلال طيور مهاجرة ابتلعتها مخلفات نفطية كيماوية تركت في العراء، دون معالجات من قبل شركات النفط.

شهود عيان من أهالي محافظة ميسان يوثقون منذ أيام انتهاكات الشركات النفطية، وسط صمت غريب من قبل الجهات المسؤولة، حيث أظهرت مقاطع فيديو في منطقتي الفكة والطيب المعروفتين بانتشار المساحات الخضراء والتلال والوديان، وهي غارقة اليوم بمخلفات كيماوية تؤثر بيئياً على المستوى القريب والبعيد.

بحيرات الفضلات الكيماوية

الخبير البيئي، احمد صالح نعمة، يرى ان الاراضي التي تحولت الى بحيرات كيماوية، بسبب النشاط النفطي، يستحيل تحويلها مستقبلا الى بحيرات مائية او مناطق للزراعة أو الى اي استخدام أخر، غير كونها منخفضات خزنية للمواد الكيماوية، في هذه المواد التي دخلت عليها غيّرت نوعية التربة، التي امتصت الكثير منها، وتشبعت بها واصبحت ملوثة.

وقال نعمة لـ"طريق الشعب"، انه "في كل شركة نفطية يوجد هناك ما يسمى بحيرة لفضلات النفط وهذه الاماكن يجب ان تغطى من اجل حماية الطيور، ومنع وصولها الى هذه الاماكن، فضلا عن ان اي عملية تصليح أو صيانة تخرج هذه السوائل الكيميائية الى الخارج، ولكن يجب ان تبقى محاطة بساتر ومحصنة ولا تضر النظام البيولوجي للحيوانات والحشرات والزواحف وما الى ذلك".

محددات ضعيفة

وأضاف ان "هذه الأخطاء تتكرر كثيرا في اغلب المواقع النفطية في العراق، ويتكرر هذا الامر على اعتبار ان المحددات البيئية على شركات النفط ضعيفة وليست ذات جدوى، بالتالي هذه الطيور تأتي ليلا، ولكون المسطح المتكون من السوائل الكيماوية لامعاً تعتقد هذه الطيور ان البرك مائية وبحيرات فتقوم بالنزول فيها"، لافتاً الى ان "هذه البرك الكيماوية تحولت الى فخاخ ومصائد للحيوانات".

وأشار نعمة إلى ان "مديرية بيئة ميسان حالها حال باقي مديريات البيئة في عموم العراق، عملها رقابي، وتقوم برفع التقارير والكتب الى الجهات المعنية"، مبيناً ان "الامر برمته عائد الى وزارة النفط وعليها اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تسرب هذه السوائل. واذا كانت هناك ضرورة لوجود هذا التسرب فلا بد من حصرها وتسييج المكان ووضع آلية للحيلولة دون الاضرار بالنظام البيئي والنظام البيولوجي للحيوانات".

ورأى الخبير البيئي، انه "من الضروري اتخاذ تدابير ومحددات بيئية كبيرة وكثيرة جدا للحيلولة دون الاضرار البيئي، والذي اصبح سمة طبيعية وهو الشائع بدلاً ان يكون هو الاستثناء"، مشيراً الى ان "الإضرار بالبيئة هو إضرار بالبيت، واذا ما نظرنا الى البيئة بكونها البيت الذي نعيش فيه والوسط الذي نتحرك داخله، فسوف تتدهور الامور الى اكثر من ذلك بكثير".

وفي مدينة البصرة، يشكو السكان الذين يعيشون بالقرب من المواقع النفطية، من إرتفاع معدل الإصابة بالأمراض السرطانية، وأمراض الجهاز التنفسي والعصبي، مع ندرة توفر الأدوية وفقر الرعاية الصحية في القطاع العام، ما يُجبر المرضى للسفر خارج البلاد مثل: إيران والهند وتركيا والأردن ولبنان، بإنفاق يصل إلى 6 مليون دولار أميركي شهرياً، بحسب تقارير، لتلقي الرعاية الصحية والعلاج.

كارثة بيئية

وحذّر الناشط البيئي مرتضى الجنوبي من تفاقم التلوث البيئي في محافظة ميسان نتيجة ممارسات بعض الشركات النفطية الصينية العاملة في الحقول النفطية هناك، مؤكداً أن هذه الأنشطة خلفت آثاراً مدمرة على الطبيعة.

وقال الجنوبي إن "الشركات تترك مخلفاتها على امتداد الأنابيب الناقلة للنفط، وهو ما يتسبب أحياناً بحدوث تسربات نفطية تخلّف وراءها بقعاً نفطية واسعة".

وبحسب الناشط، فإن "أكثر المناطق المتضررة تتمثل في الطيب والشرهاني والفكة، حيث تبرز بوضوح آثار هذا التلوث على التربة والغطاء النباتي".

وأشار إلى أن "استمرار هذه الممارسات دون رقابة أو محاسبة جادة، قد يؤدي إلى كارثة بيئية تهدد التنوع الحيوي في مناطق تعدّ من الأهم بيئياً وزراعياً في المحافظة".

كما دعا الناشط الجهات المعنية إلى "التحرك العاجل" لإلزام الشركات باتباع معايير السلامة البيئية، والحد من الأضرار الناتجة عن عمليات الاستخراج والنقل".

 مناطق مختلفة التضاريس

من جهته، يدعو الخبير النفطي حسين البحراني، الى الضغط على شركات النفط لتخصيص أموال من ارباحها لانشاء بنى تحتية معنية بتحسين جودة البيئة، مبيناً ان المؤسسات الرسمية، للأسف، تضع البيئة وجودتها في درجات متدنية من الاهتمام.

وقال البحراني لـ"طريق الشعب" ان "الشركات النفطية المنقبة في الآبار من المفترض ان يرافقهم خبراء في مجال البيئة لغرض معالجة ما مطلوب منهم في المنطقة النفطية"، منوها الى ان "كل منطقة استكشافية تختلف عن الاخرى والمعالجات البيئية تختلف ايضا، بحسب التضاريس، فالمنطقة الصحراوية أو شبه الصحراوية تختلف عن مناطق المسطحات المائية او الاستكشافات القريبة من المناطق السكنية، وهذه المناطق تحتاج الى خبراء ومهندسين بالبيئة يشخصون الاحتياج المطلوب للتقليل من الانبعاثات والتأثيرات".

واضاف، انه "بشكل عام، أي اعمال في مجال النفط تؤثر على البيئة بشكل مباشر وتؤثر على صحة واداء واعمال الناس".

 لا تخطيط!

وعن الحاجة لإضافة رقع استكشافية جديدة في مناطق متضررة بيئياً وتعاني شحاً في المياه، قال حسين ان "الدولة دائما ما تتجه الى استخراج النفط في المناطق المستكشفة لغرض زيادة الموارد المالية، والعراق يعيش على مورد النفط ولا يمتلك صناعة أو زراعة، وحتى الجانب السياحي في البلد غير مستثمر رغم وجود مئات المواقع السياحية الحضارية والتاريخية".

وبين انه "للأسف، لا يوجد تخطيط ودراسة لتنشيط باقي القطاعات غير النفطية، وموضوع اضافة رقع استكشافية اسهل عمليا على الحكومة، ولا يحتاج الى الانشغال بالتفكير وتحفيز العقل لتطوير السياحة على سبيل المثال، وتشغيل عشرات آلاف الشباب العاطلين، كما تفعل باقي البلدان، ومنها مصر التي توفر فرص عمل لـ4 ملايين انسان في هذا القطاع".

ولفت الى ان "المسؤولين في العراق يضعون البيئة في المرتبة العاشرة من حيث الأولوية".

ودعا البحراني، الى "فرض اجراءات وضغط على الشركات النفطية، من اجل ان تهتم بالأمور البيئية من خلال انشاء احزمة خضراء ومسطحات مائية ومحطات لتحلية المياه واستخراج المياه الجوفي لغرض سقي المزروعات وتوفيرها في دعم الثروة الحيوانية".

واشار الى ان "الشركات النفطية لديها ارباح بمليارات الدولارات وبالإمكان الضغط عليها لتخصيص مبالغ من ارباحها بمقدار 5 الى 10 بالمئة لتنفيذ مشاريع تهم البيئة، من بينها المدارس والمستشفيات والاحزمة الخضراء والمسطحات المائية والجداول المائية والانهار الصغيرة، وهذه كلها تساعد على تقليل الضرر البيئي على حياة الناس والموقع الجغرافي".

  • بسام عبد الرزاق

أين العراق من استثمارات الـ 100 مليار دولار؟.. مراقبون: الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع والدولة تنازلت عن حقوق لها

التفاصيل
طريق الشعب
تقارير
15 أيلول/سبتمبر 2025
320

أعلن رئيس الوزراء، أخيراً، ان العراق استقطب استثمارات عربية وأجنبية بقيمة 100 مليار دولار. جاء ذلك خلال احتفالية يوم الشراكات مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، بمناسبة مرور 20 عاماً على شراكات المؤسسة في البلاد.

ويرى مراقبون ، أن هناك مبالغة في الأرقام وهي تخفي واقعاً مختلفاً على الأرض، حيث تبينّ المؤشرات أن المشاريع المنفذة، وإن كانت موجودة، فهي تتركز في قطاع الطرق والجسور وبعض المشروعات السكنية المحدودة، دون أن تحدث أي تحول ملموس في الاقتصاد الوطني.

وينبهون إلى أن استقطاب هذه الاستثمارات جاء غالباً عبر منح استثناءات واسعة وإعفاءات جمركية وضريبية، بل ومنح أراضٍ مجانية للمستثمرين، وهو ما أدى إلى فقدان الدولة موارد مالية هامة.

ما الذي يمكن ان يحدثه هذا الرقم؟

100 مليار دولار مبلغ كبير في في بلد مثل العراق؛ فهو كفيل بإحداث تحوّل جذري في البنية التحتية والاقتصاد الوطني؛ إذ يمكن بحسب مختصين أن يغير شكل البلاد بالكامل، حيث انه يكفي لإعادة بناء شبكات الكهرباء وتطوير خطوط النقل البري والبحري والجوي وسكك الحديد، فضلاً عن بناء المدارس والمستشفيات والمجمعات السكنية التي تعالج أزمة السكن المتفاقمة.

كما أن استثمار هذه الأموال بشكل فعّال يمكن أن يخلق مئات آلاف فرص العمل، ويحرّك عجلة الصناعة والزراعة ويقلّل من اعتماد البلاد شبه الكامل على النفط، ليضع العراق على مسار تنموي مستدام طال انتظاره، باختصار يمكن لها أن يغيّر ملامح الاقتصاد العراقي بالكامل.

مبالغة كبيرة

وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، إن الأرقام التي أعلنت بشأن حجم استقطاب الاستثمارات في العراق “مبالغ فيها إلى حد كبير”، سيما انها لا تعكس ما هو موجود فعلياً على أرض الواقع.

وأضاف الهماشي في حديث لـ"طريق الشعب"، إنّ “العراق تمكن بالفعل من استقطاب استثمارات في مجالات البنى التحتية والطرق والجسور وبعض المجمعات السكنية، إلا أن حجم هذه المشاريع لا يصل بأي حال من الأحوال إلى الأرقام الضخمة التي يجري الحديث عنها”، مضيفاً أن “الرقم المعلن لو كان حقيقيًا لكان كفيلاً بإعادة إعمار العراق بالكامل”.

ولفت إلى أن “غالبية الاستثمارات دخلت عبر استثناءات حكومية واسعة وخارج الأطر القانونية والضوابط المعمول بها، وهو ما أدى إلى فقدان الدولة موارد مالية مهمة من الرسوم الجمركية والضرائب”.

وأردف الهماشي قائلاً أن “الحكومة منحت الكثير من التسهيلات للمستثمرين، وصلت في بعض الحالات إلى منح أراضٍ مجانية، الأمر الذي تسبب بتنازل العراق عن جزء كبير من حقوقه الاقتصادية”.

وأشار الهماشي إلى أن “الفساد الذي شاب بعض العقود الاستثمارية زاد من هشاشة الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع، خصوصًا وأن نتائجها الفعلية على الأرض ما تزال محدودة، ولا تتناسب مع ما أُعلن من أرقام”.

ويقدر المتحدث حجم الاستثمارات الحقيقية بانه "لا يتجاوز حاجز المليار دولار، وهو رقم متواضع جداً قياساً بالخسائر المتحققة من الإعفاءات والامتيازات التي حصل عليها المستثمرون”.

وختم حديثه قائلاً ان "ما تحقق من استثمارات كان يجب أن يكون رافعة للاقتصاد الوطني، لكن طريقة إدارة هذا الملف أفرغته من محتواه التنموي، وحوّلته إلى وسيلة لزيادة الهدر المالي والتنازل عن موارد سيادية كان يمكن أن تعزز موازنة الدولة وتقلل من اعتمادها على النفط”.

أين أثرها؟

من جانبه، علق الباحث في الشأن الاقتصادي سرمد قصي على الخطاب الرسمي المتعلق بملف الاستثمارات الأجنبية في العراق، ووصفه بانه يندرج ضمن خانة الدعاية الانتخابية غير المباشرة، مؤكداً انه يحتاج إلى مراجعة جذرية، لأن الأرقام المعلنة لا تنسجم مع الواقع الاقتصادي، ولا مع طبيعة المشاريع المنفذة على الأرض.

وقال قصي لـ"طريق الشعب"، ان "المبالغ الكبيرة التي يجري الحديث عنها، لو كانت دقيقة لكانت كفيلة بإحداث تحوّل جذري في البنى التحتية والخدمات العامة، غير أن ما تحقق فعلياً يقتصر على مجموعة مشاريع إنشائية محدودة في قطاع الطرق والجسور وبعض المجمعات السكنية، وهي لا ترتقي الى مستوى تلك الأرقام الضخمة وحجمها المهول".

وأضاف أن "جذب الاستثمار الأجنبي لا يُقاس بحجم المبالغ المعلنة، بل بمدى اثره على ارض الواقع، ومساهمته في تنويع الاقتصاد وتوليد فرص العمل وتحريك القطاعات الإنتاجية". كما أشار ان "الواقع الحالي يُظهر ضعف الأثر التنموي لهذه المشاريع بسبب الطريقة التي صيغت بها العقود والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين".

وأكد أن "التعامل مع ملف الاستثمار بطريقة تسويقية قائمة على الأرقام الكبيرة دون نتائج ملموسة، يضعف ثقة الشارع ويؤثر سلباً على صورة العراق أمام المستثمرين الجادين، لأن الفجوة بين التصريحات والواقع تولّد انطباعاً بعدم المصداقية".

ودعا في السياق الى "إعادة بناء السياسة الاستثمارية على أسس جديدة، تقوم على الشفافية في إعلان الأرقام، ووضع معايير دقيقة لتقييم العقود، وضبط حجم الإعفاءات الممنوحة بما يحفظ التوازن بين تشجيع المستثمر وحماية مصالح الدولة".

كما شدد في ختام حديثه على ان "الاستثمار الحقيقي هو الذي يترك أثراً اقتصادياً ملموساً، ولا يكون مجرد أرقام تُضخ في الخطاب الإعلامي".

دعاية انتخابية

إلى ذلك، أكد المراقب للشأن السياسي داوود سلمان، إن الحكومة الحالية تتعامل مع مختلف الملفات بعقلية دعائية بحتة، مبيناً أن الأرقام الضخمة مثلاً التي يجري الترويج لها في الإعلام ليست سوى وسيلة للتهويل السياسي وتسويق إنجازات وهمية قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ونوه سلمان في حديث لـ"طريق الشعب"، إلى ان "التجربة العراقية أثبتت أن الحكومات المتعاقبة كثيراً ما تلجأ إلى المبالغة في الأرقام والوعود من أجل كسب الشارع، بينما الواقع على الأرض يكشف محدودية هذه المشاريع وعدم قدرتها على إحداث أي تغيير جوهري في حياة المواطنين".

وأشار إلى ان الحكومة الحالية "ليست استثناءً، فهي تكرر ذات النهج عبر تضخيم الأمور في مختلف الملفات، والتغاضي مثلاً عن حقيقة أن معظم ما أُعلن عنه أخيراً، جاء عبر استثناءات وامتيازات على حساب موارد الدولة".

وشدد المراقب السياسي على أن "المواطن بات يدرك أن مثل هذه الأرقام تُستخدم كأدوات انتخابية لإقناع الجمهور بإنجازات غير موجودة فعلياً"، محذراً من أن "التمادي في هذا الخطاب الدعائي يُعمّق فجوة الثقة بين الشارع والطبقة السياسية، ويزيد من حالة العزوف والإحباط الشعبي".

وأتم حديثه بالقول "إذا أرادت الحكومة أن تُقنع الشارع فعلياً، فعليها أن تقدّم مشاريع ملموسة على الأرض بدل الاستمرار في لعبة الأرقام، لأن زمن التهويل الإعلامي انتهى، والناس باتوا يحاسبون بالأثر لا بالشعارات".

  • طريق الشعب

بمهرجان اللومانيتيه.. طاولة مستديرة حول أزمة الشرق الأوسط في المهرجان

التفاصيل
طه رشيد
تقارير
15 أيلول/سبتمبر 2025
147

في قلب القرية العالمية بمهرجان اللومانيتيه، وفي الخيمة الكبرى للنقاشات والحوارات العامة، شارك سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي يوم السبت 13 أيلول/سبتمبر في طاولة مستديرة أدارها الرفيق بيير باربانسي من الحزب الشيوعي الفرنسي.

كان محور النقاش الرئيسي حول أزمة الشرق الأوسط، وشارك فيها كل من: الرفيق حنا غريب، السكرتير العام للحزب الشيوعي اللبناني، والرفيقة فدوى خضر، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، والرفيق نافيد شومالي، ممثل حزب تودة الإيراني، والرفيقة ليلى موساوي، مسؤولة عن الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الفرنسي. وغصت القاعة بالحضور الكبير، أغلبهم من الشباب الذين افترشوا الأرضية من كل الجهات.

الحزب الشيوعي اللبناني

افتتح الرفيق حنا غريب الكلمة مشيرًا إلى أن لبنان مهدد من الداخل والخارج، ويعاني أزمة سياسية على صعيد القضايا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية. وأوضح أن لبنان مهدد وطنياً من قبل إسرائيل، التي لا تزال تحتل جزءًا من جنوبه، وترفض عودة المهجرين إلى منازلهم أو إعادة بناء مساكنهم. وأضاف قائلاً:

"طالما هناك احتلال لجزء من لبنان، فهذا يبرر وجود المقاومة، وهذا هو موقف حزبنا الثابت بدعم المقاومة. لقد ساهم حزبنا مع القوى اليسارية في تحرير ثلاثة أرباع الأراضي المحتلة بعد إطلاق فكرة المقاومة الوطنية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، لمواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني."

الحزب الشيوعي العراقي

ثم جاء دور الحزب الشيوعي العراقي، حيث بدأ الرفيق رائد فهمي شاكراً الحضور على تواجدهم، وأشاد بمواقفهم الرافضة للاحتلال وأفعاله. وأكد أن حرب الإبادة التي تُشن ضد غزة تشكل جزءًا أساسيًا من مخطط أمريكي–إسرائيلي–صهيوني أوسع، لا يهدف فقط إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني، بل أيضًا لإضعاف إرادة المقاومة وإخضاع شعوب المنطقة للقبول بمشاريع الهيمنة. وأضاف :ما يجري حاليًا يندرج في إطار مشروع تغيير خارطة الشرق الأوسط وجعل إسرائيل القوة المهيمنة الرئيسة في المنطقة."

وأشار الرفيق فهمي إلى أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" يشمل كافة الدول العربية ودول المنطقة الأخرى، ويُراد له أن يتم عبر إضعاف هذه الدول بنيوياً أو تقسيمها. وأكد أن المشروع يشكل ناقوس خطر لشعوب المنطقة وقواها الوطنية والديمقراطية، ما يستدعي وعياً عميقاً بخطورته وحشد كل الوسائل لمقاومته وإفشاله، مع الاستفادة من تصاعد التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.

أما بالنسبة للواقع العراقي الحالي، فأوضح الرفيق فهمي :في العراق أعيد بناء الدولة بعد الاحتلال على أساس التقاسم الطائفي–الإثني، ما جعلها ضعيفة بنيوياً، غير قادرة على حماية سيادتها ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها. كما تراجعت الهوية الوطنية الجامعة وغاب الموقف الوطني الموحد، ويعاني العراق من ضعف استقلال قراره السياسي وضعف تكوينه الاقتصادي. وإذا تحدثنا عن المقاومة، فإننا نسأل: تحت أي قاعدة سيتم تشكيل هذه المقاومة؟"

وختم حديثه بالقول: "نناضل من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية تفصل الحيز الديني عن الحيز الحكومي، وتُبنى على أساس العدالة الاجتماعية."

حزب تودة الايراني

تحدث بعد ذلك الرفيق نافيد شومالي، مسؤول السياسة الخارجية في حزب تودة الإيراني، مؤكداً أن الحزب ما زال يقود معركته من أجل الاستقلال والحرية. وعلق حول الهجوم الإسرائيلي على إيران في حزيران الماضي:"يعتبر حزب تودة هذا الهجوم ليس حادثاً عرضياً، بل هجوماً منظماً من قبل إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وهو مرفوض جملة وتفصيلاً."

وأضاف شومالي عن أحداث السابع من أكتوبر: "ما جرى لاحقاً لا يعطي العذر لإسرائيل لما تقوم به، وقد اعتمدت هذا كحجة لكل جرائمها التي تفننت بها"، مؤكدا ان "الحزب يناضل من أجل حكم وطني ديمقراطي."

حزب الشعب الفلسطيني

جاءت الكلمة التالية من الرفيقة فدوى خضر، مشيرة إلى أن الوضع الحالي في فلسطين والمنطقة ليس جديدًا، بل بدأ فعلياً منذ اتفاقية سايكس–بيكو، التي مزقت خارطة الوطن العربي، خاصة في الشرق الأوسط. وأضافت أن الإمبريالية والرأسمالية تحاولان أن تكونا القوة الرئيسية المسيطرة على المنطقة وأنظمتها، من إيران إلى السودان.

الحزب الشيوعي الفرنسي

اختتمت الطاولة النقاشية الكلمة باسم الحزب المضيف، الحزب الشيوعي الفرنسي، حيث تحدثت الرفيقة ليلى موساوي عن موقف الحزب الثابت في دعم كل الشعوب التواقة للحرية والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني. وأدانت الرفيقة موساوي الحكومة الفرنسية والحكومات الأوروبية لموقفهما غير الحاسم تجاه قضية فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات فظيعة.

  • طه رشيد

الصفحة 2 من 4

  • 1
  • 2
  • 3
  • 4

اعمدة طريق الشعب

أفكار من أوراق اليسار.. حكاية الصيني العجوز
أفكار من أوراق اليسار.. حكاية الصيني العجوز
09/22
إبراهيم إسماعيل
قف.. مافيات باسم مستعار
قف.. مافيات باسم مستعار
09/22
oscar
ليس مجرد كلام.. احتفظ بصوتك لا تَبِعْهُ ..!!
ليس مجرد كلام.. احتفظ بصوتك لا تَبِعْهُ ..!!
09/22
عبد السادة البصري
وقفة رياضية.. حكام كرة القدم..  يستحقون الإنصاف والرعاية
وقفة رياضية.. حكام كرة القدم.. يستحقون الإنصا..
09/22
منعم جابر
ومضة.. مخاطر التماهي.. بين السلطة والدولة
ومضة.. مخاطر التماهي.. بين السلطة والدولة
09/20
صبحي الجميلي
قف.. مشتقات السوء
قف.. مشتقات السوء
09/20
عبد المنعم الأعسم
خارج النسق.. الشاب الذي أبكاني
خارج النسق.. الشاب الذي أبكاني
09/20
نجم خطاوي
وقفة رياضية.. أهلاً وسهلاً بفرق.. الموصل والغراف والأمانة
وقفة رياضية.. أهلاً وسهلاً بفرق.. الموصل والغر..
09/20
منعم جابر
عين على الأحداث
عين على الأحداث
09/20
عين على الأحداث
مكروهة لو محبوبة!
مكروهة لو محبوبة!
09/18
د. ابراهيم اسماعيل
كل خميس.. المال السياسي يشتري الأصوات والنزاهة تضمن الثقة
كل خميس.. المال السياسي يشتري الأصوات والنزاهة..
09/17
جاسم الحلفي
وقفة اقتصادية.. أثر القروض على النمو الاقتصادي المستدام
وقفة اقتصادية.. أثر القروض على النمو الاقتصادي..
09/17
إبراهيم المشهداني
اما بعد.. نساؤنا المخترعات.. مهملات في الظل
اما بعد.. نساؤنا المخترعات.. مهملات في الظل
09/17
منى سعيد
قف.. ستار خضير
قف.. ستار خضير
09/17
عبد المنعم الأعسم
وقفة رياضية.. الرياضة المدرسية.. رعايتها والاهتمام بها
وقفة رياضية.. الرياضة المدرسية.. رعايتها والاه..
09/17
منعم جابر
اگول.. الإيرادات غير النفطية من جيوب المواطنين!
اگول.. الإيرادات غير النفطية من جيوب المواطنين..
09/17
أنس زامل
عين على الاحداث
عين على الاحداث
09/17
عين على الاحداث
راصد الطريق.. خطاب قديم .. ولا جديد
راصد الطريق.. خطاب قديم .. ولا جديد
09/15
راصد الطريق
ومضة.. لن ينال البعض المأزوم.. من الحزب الشيوعي العراقي
ومضة.. لن ينال البعض المأزوم.. من الحزب الشيوع..
09/15
صبحي الجميلي
افكار من اوراق اليسار.. الحرية واليسار.. توأم لا يفترق
افكار من اوراق اليسار.. الحرية واليسار.. توأم ..
09/15
إبراهيم إسماعيل
ليس مجرّد كلام.. لا تكتموا صوت الحق..!
ليس مجرّد كلام.. لا تكتموا صوت الحق..!
09/15
عبد السادة البصري
قف.. تكذبون مع سبق الاصرار
قف.. تكذبون مع سبق الاصرار
09/15
عبد المنعم الأعسم
وقفة رياضية.. قانون موحد للرياضة العراقية
وقفة رياضية.. قانون موحد للرياضة العراقية
09/15
منعم جابر
راصد الطريق.. وصار لشؤونكم مكتب في كل شارع
راصد الطريق.. وصار لشؤونكم مكتب في كل شارع
09/13
راصد الطريق
العراق - بغداد - ساحة الاندلس
التحریر : 07809198542
الإدارة : 07709807363
tareeqalshaab@gmail.com

علی طریق الشعب

على طريق الشعب: تسعون عاماً من الانحياز لقضايا...

30 تموز/يوليو

على طريق الشعب: في يوم الفلاح العراقي.. الحكومة...

14 نيسان/أبريل

على طريق الشعب: في ذكرى 8 شباط الأسود.. ليكن من...

08 شباط/فبراير

على طريق الشعب: لماذا التغيير الشامل؟

08 كانون2/يناير

على طريق الشعب: في عيد الجيش العراقي.. نحو إعادة...

05 كانون2/يناير

على طريق الشعب: والعراق كذلك.. سوريا وجبهة...

04 كانون1/ديسمبر
© طریق الشعب. Designed by tareeqashaab.