اخر الاخبار

بعد أربعة عشر عاما من (السرية) ظهرت إلى العلن صحيفة (آزادي- الحرية) لأول مرة في الرابع من نيسان (ابريل) 1959 كصحيفة يومية ناطقة باللغة الكردية موجهة إلى القارئ الكردي، وبعد أسبوع من إجازتها، صدرت (آزادي) في مدينة أربيل بأشراف منظمة الحزب الشيوعي العراقي في إقليم كردستان، في وقت صدر فيه العديد من الصحف الكردية للقوى والمنظمات الوطنية الأخرى، وكان الشيوعيون الأكراد، كتابا وصحفيين، يساهمون فيها ويمدونها بنتاجاتهم. وانتقلت (آزادي) بعد ثلاثة أشهر من صدروها إلى العاصمة بغداد، لدواعي طباعية دون أن يغير ذلك من طبيعتها ولا من حدود انتشارها.

رأس تحرير آزادي المحامي الشهيد نافع يونس، الذي أمدها بمساهمات رصينة ومتميزة، وكان عاملا على توطيد نهجها وإغنائه وإيصاله بالتبسيط والعمق، أهل الصحيفة لتلعب دورا بارزا في الدفاع عن مكاسب ثورة تموز الوطنية، وفي نشر الأفكار الطليعية، ومبادئ وسياسة الحزب الشيوعي، (و واصلت بأمانة الدفاع عن مطالب جماهير الشعب). وفي عددها الأول استعرضت افتتاحية (آزادي) تاريخ نضالها الوطني والطبقي في عهدها السري.  كانت درعا بوجه كل فكر مسموم أراد فصل كفاح الشعب الكردي عن الشعوب المحبة للسلام والحرية، وعن الكفاح الطبقي لكادحي العراق.. وكانت سهما قاتلا لكل من يخرب في صفوف الطبقة العاملة وشق صفوف الكادحين العراقيين، ولجميع الأفكار الشوفينية والانعزالية القومية.

 وزخرت أعداد –آزادي- اللاحقة بمواد ثقافية وسياسية متنوعة وتركت تراثا غنيا في معالجة المشكلات المحلية والتوفر عليها واللمحات الصحفية، واعطت اهتماما ملحوظا لمشاكل الجماهير، وبخاصة الفلاحية، آخذة بالاعتبار التركيبة السكانية للشعب الكردي حيث الفلاحون يشكلون الأغلبية الساحقة فيه. فرحبت بعدها بإجازة الجمعيات الفلاحية في كردستان ودعت إلى النضال سوية ضد بقايا الاقطاع، ومن اجل صيانة الجمهورية.

وربطت –آزادي- في افتتاحية لها بعنوان (جبهة الاتحاد الوطني مشعل ينير طريق الشعب العراقي وضمانة لحقوق الشعب الكردي) بين آمال الشعب الكردي القومية وبين النضال المشترك مع شقيقه الشعب العربي ومع القوى التقدمية كافة وصولا إلى الهدف.

وتكتب عشية الذكرى الأولى لثورة 14 تموز: لتنتصر أبدا ثورة الشعب والجيش.. ثورة الأكراد والعرب. وفي المناسبة نفسها وبمكان آخر تكشف أمام السلطة والجماهير الشعبية وقائع للتحركات الاقطاعية المعادية في المنطقة. وفي عددها -31- فضحت موقف الشركات الاحتكارية النفطية وقالت: إن على الحكومة أن تتخذ الاجراءات الرادعة ضدها إذا استمرت في توقيف الانتاج، وتمادت في تجاهلها لمطالب العراق الشرعية العادلة.

 ومع تزايد النشاط التآمري الاستفزازي ضد الجمهورية، هتفت آزادي:- المؤامرة على الأبواب... ولنتحد. وأشارت في افتتاحيتها تحت ذلك العنوان إلى أن هناك نشاطا هادئا ودقيقا من قبل المستعمرين الإنكليز والامريكان يستهدف مكاسب الشعب العراقي. وعلى أرضية صلدة من التحليل الماركسي اللينيني للمسألة القومية، تصدت –آزادي- للمشكلة الكردية، وعالجت جوانبها الشائكة وبشرت في أن مصالح وأهداف العمال والشغيلة الكرد هي نفس طموحات وأهداف العمال الكادحين العراقيين.

غير أن شوطها العلني بعدها يواجه صعوبات قسطا من الضريبة التي دفعتها الصحافة الشيوعية في العراق على يد قيادة ثورة 14 تموز، حيث احتجبت فترة طويلة.. حتى الغي امتيازها في 6 آب(أغسطس) 1961.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتابه من (العصبة) إلى (طريق الشعب) وهو بحث أكاديمي في الصحافة العلنية للحزب الشيوعي العراقي ونال به شهادة الماجستير عام 1982 من رومانيا، وقد صدر عن دار الرواد المزدهرة عام 2011.

عرض مقالات: