اخر الاخبار

تتفاعل الأحداث بشكل غريب ومتسارع ومشتبك كذلك، بحيث أخذت منحى لا يمكن فهم تفاصيله أو مآله والاقتراب منه، ذلك أنه كلما اقتربنا من إيجاد منفذ لفهم ما يجري واقعا وعبر وسائل الإعلام، تختلط الأوراق وتضيع علينا “راس الشليلة”، لتتداخل الملفات بعضها ببعض وتنصهر جميعها في مرجل حامي الوطيس لنجد أنفسنا أمام خلطة عصية التفكيك واسترجاع أولياتها، لنتبين هذا الملف عن ذاك، فتضيع البوصلة ونعيد التقييم من جديد دون أن نصل الى نتيجة تريحنا ونعرف من خلالها هذا اللون عن ذلك.

فملف الفساد ومعالجاته الغامضة والملتبسة تلك التي تثير الضحك والاشمئزاز، ونحن نسمع باتخاذ إجراءات تزرع الأمل في نفوس المتضررين من هذه الآفة الخطيرة، من خلال القبض على الفاسدين من الدرجة الثانية على أمل التوصل للرؤوس الكبيرة والحيتان التي تحصّن نفسها من الإدانات المباشرة، إلا من خلال المستوى الثاني من الفساد وفرسانه الذين يمكن أن يدلوا بشهادات إدانة لسدنة الخراب الحقيقي والنهب المبرمج، وبهذا الفعل يمكن للجنة مكافحة الفساد المشكلة حديثا، توجيه الاتهامات لرؤوس الفساد الكبيرة. ولكن سرعان ما تخبو جذوة الأمل هذه، بعد أن يتناهى لأسماعنا أن المقبوض عليهم يتعرضون لمساومات قصد اطلاق سراحهم، أو يتجند كبار الفاسدين لتحريك آلياتهم الإعلامية المدسوسة ومن خلال أبواقهم المشبوهة بإطلاق اشاعات لتعرّض المتهمين لأساليب تعذيب وابتزاز وتهديد حتى على شرفهم، بذات الأساليب البعثية الخبيثة، لتحريك الرأي العام الداخلي والخارجي للتحقيق بما يجري، وهي لعبة مكشوفة وشيطانية كما يصرح بعض الإعلاميين بذلك، ممن يشككون بتلك الأكاذيب والافتراءات، فيضيع (الخيط والعصفور) وهذا الأمر يدلل على أن حيتان الفساد الكبيرة ورؤوس الخراب، من الذكاء الشيطاني، هم وراء هكذا أفعال لتخليصهم من المساءلة التي ستطالهم اذا ما ثبتت اداناتهم ليلاقوا ذات المصير، بدعوى حقوق الإنسان، لهذا لجأوا الى توريط  الصغار من المنتفعين وممن تحولوا الى سلعة وأدوات لتمرير نوايا الكبار.

ومن هنا يأتي تعقيد الأوضاع والتباسها بعد تدرج سياسيي الصدفة بهذه التحولات حتى تمكنوا من الإمساك بسدة القرار، دون اعتبار لوضع الوطن المتهالك ولا لأبنائه المتضورين جوعا وحرمانا وبطالة، مقنعة ومكشوفة، والطامة الأعظم تزايد نفوذ هذه الأحزاب الطارئة بشكل يثير القلق والمخاوف والحيرة، وكل أنواع العوامل النفسية التي ترتد على المواطن المغلوب على أمره بالسوء وبشكل متواصل يوما بعد يوم، دون أن تنم عن هؤلاء السياسيين التفاتة أو صحوة ضمير أو حراك انساني إزاء ما يحدث من خراب، ما انفك يتجذر بشكل وقح ومتعاظم، لأنهم تيقنوا خطأً بانهم امسكوا بشكل لا رجعة فيه بسدة القرار وتحولوا الى طغاة جدد ومستبدين، تجاوزوا في أفعالهم النظام الفاشي السابق، بعد أن كان العراقيون  يعانون من طاغية واحد، عادوا اليوم يواجهون عشرات الطغاة والمتسلطين، وهنا تكمن الحيرة وضبابية المشهد.

يراهن العراقيون على الانتخابات القادمة للخروج من المحنة وتعقيداتها، معتمدين على الصحوة الجماهيرية والحراك الثوري لانتفاضة تشرين المباركة علّهم يخرجون من النفق الخطير، ولكن كيف؟

والجواب على كيفية الحل تظهر امام العراقيين عدة عقبات ليست بغائبة عن الجميع منها:

سلاح المليشيات وعبثها وأساليب التهديد بتصفية واختطاف وتغييب من يسعى للمشاركة في الانتخابات، وهذا الأمر متيسر للمسلحين الذين لا يترددون بالقيام بأي فعل ، يمكن أن يسحب البساط من تحت أرجل اسيادهم، لأنهم يراهنون على المبدأ سيء الصيت، “بعد ما ننطيها” ولتذهب الديمقراطية والرأي العام ووسائل الاعلام والتدخل الخارجي الى الجحيم، وهيهات أن تخرج من أيديهم سلطة القرار والابتعاد عن الكرسي، لأن الأحزاب المتنفذة  لا تؤمن بالمطلق بالديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة، فهم يستفيدون من هذه الشعارات للوصول لسدة الحكم، ولا يعترفون بالتحول الديمقراطي الذي أوصلهم لسدة الحكم، وهنا يتحول المشهد السياسي العراقي الى مجرد صيغة باهتة، لا تتأثر بما يحيط بها ولا بتأثيرات خارجية كانت أم داخلية.

إذن ما الحل أمام من يريد التغيير الفعلي للخروج من هذا المطب المعقد، بعد أن يختفي أي أمل للتغيير؟ هل يلوذ الجميع بالصمت والاعتراف بالأمر الواقع لتبقى دار لقمان على حالها؟، أم يفكر الجميع بحلول أخرى، بعد أن ضاع الأمل بالتحول السلمي للسلطة؟

برأيي أن الحل الوحيد هنا هو التدخل الأممي ودور مجلس الأمن أو أية منظمة دولية لها صلاحية فرض الحلول وبقوة القانون الدولي، لإيقاف ما يجري في العراق من استهتار وتفشي حالات الفوضى، بسبب أن المجتمع الدولي ساهم بتغيير النظام السابق، وتحقق لهم ما أرادوا، ولذا فهم مطالَبون بإعادة الأوضاع الى سندها القانوني والدولي، وهذه هي اللغة التي يفهما انصاف الجهلة والمستهترون وراهنو الوطن بيد الأجنبي الذي لا يريد الخير لا للعراق ولا لأهله، لعداء تاريخي مستفحل بين البلدين.

انجاحا لحملة الانتخابات القادمة وتلافيا للتزوير المتوقع، بات من الضروري توفير البطاقة البايومترية للمواطنين، للحد من حالات تزوير، وهذا ما يراهن عليه الفاسدون، لاعتماد البطاقة الوطنية، علما أن بحوزتهم ملايين البطاقات التي يمكن توظيفها في التزوير، بما فيها بطاقات الأموات، لأن الثقة مفقودة بالمطلق بهؤلاء.

الأمر الأهم هو ابعاد التصويت الخاص لقوى الأمن والقوات المسلحة بكل صنوفها، لأن افراد هذه المؤسسات قد تم دمجهم بتوصيات وقرارات من أصحاب سلطة القرار، وهم من يعول عليهم في كسب الأصوات المشكوك في مصداقيتها.

اصدار قانون انتخابات حقيقي ومنصف لكل الناخبين، لا يخدم الكتل الفاسدة واعوانها، وكذلك اصدار قانون يجرّم كل من يوظف المال لاستمالة الناخبين وشراء ذممهم، سيما الفقراء منهم.

أن تكون مفوضية الانتخابات من خارج أحزاب السلطة ويتم التحقق من هذا الأمر بصرامة، ومعاقبة كل من يتجاوز على هذا القرار، وذلك من خلال التدخل الأممي الصارم آنف الذكر.

ونعيد ونؤكد مرة أخرى العمل وبقوة القانون على نزع السلاح من المليشيات والسلاح المنفلت ومعاقبة كل من يخرج عن هذا الأمر أو التجاوز عليه.

إقرار قانون الأحزاب الموضوع على ارفف البرلمان، لأنه سيشكل عائقا حقيقيا في تجاوزات الأحزاب المتنفذة، التي تستحوذ على أموال الدولة بطرق لصوصية وصيغ خطيرة، لتمويل أفعالهم الخارجة عن القانون.

هنا ينبغي التأكيد إذا ما تحققت كل هذه الإجراءات بصورة سليمة، لم يبق أمام المواطن العراقي الذي ينشد التغيير الجذري، عدم التردد في المشاركة في الانتخابات، لأن هذا الأمر هوما يسعى اليه ويتمناه من لا يريد إنجاح هذه الانتخابات.

يجب على ثوار تشرين توحيد صفوفهم وأن تكون كلمتهم واحدة من أجل التغيير، لأننا سمعنا بأن أحزاب السلطة، بدأت باستمالة بعض الثوار وبإغراءات مادية ومناصب موعودة من أجل الانخراط ولو بشكل غير مباشر لتلك الأحزاب وتحت عناوين خادعة وزائفة، وكما أسلفنا بأن هذه الأحزاب من الخبث والشيطنة، ما يدفعها لتوظيف أقذر الوسائل للوصول لأهدافها الخسيسة...........

إن المساهمة الفاعلة في الانتخابات القادمة، إذا ما توافرت شروط انجاحها، هو واجب وطني وفاء لشهداء ثورة تشرين المباركة وكل جرحاها ومعطوبيها، إذا ما سعى المنتفضون الأحرار الى اخراج العراق من النفق المظلم الذي حشر الفاسدون العراق في غياهبه.

*ونحن نكتب هذه المساهمة، تناهى لأسماعنا بأن مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف الأشرف، قد تعرض لاستهداف جبان وخسيس ووضيع من لدن بعض الرعاع من خونة الوطن والمجرمين والجهلة، وليعلم هؤلاء، أن الحزب الشيوعي العراقي العتيد هو أقوى وأمضى من أسلحتهم الجبانة، لأنهم يستهدفون بقذارة أفعالهم، أنقى وأشرف وأنزه حزب وطني يشهد بمواقفه التاريخية الثابتة وتضحيات أعضائه الأبطال، ضحايا حزب البعث الفاشي والأحزاب الظلامية، القاصي والداني، لأنه عصي على المهادنة وخيانة الوطن والمساومة على مستقبل العراقيين كافة بكل اطيافهم وتلويناتهم، وأن الحزب الشيوعي بنضالاته التاريخية المشهود لها حتى من لدن اعدائه، سيبقى حاملا العراق في قلوب رفاقه، شهداء واحياء.

وليخسأ الجبناء والقتلة وعديمو القيم والضمائر

وسيبقى الحزب الشيوعي العراقي شعلة دائمة التوهج، تضئ دروب الفقراء والكادحين، وشوكة بعيون المنحطّين وفاقدي الأهلية الوطنية والإنسانية.

المجد لحزبنا الشيوعي العراقي

الخلود لشهدائه الميامين

ومرحى للرفاق المناضلين الساهرين على تحقيق الأهداف النبيلة في الحفاظ على الشعار الخالد “وطن حر وشعب سعيد”.........

عرض مقالات: