اخر الاخبار

 نظر إلى الصورة على الجدار. كان في حضن امه ويقف وراءهما أبوه. ابتسم. وهو يعدل ربطة عنقه. ثم ارتدى سترته. وهو يغادر البيت سمع صوتاً من غرفة امه فعرف انها استيقظت أيضاً.

تأخر قليلا حتى تخرج من غرفتها. نظر مرة اخرى إلى الصورة المعلقة على الجدار. استدار نحو باب غرفة امه بعد ان سمعها وهي تفتحه بهدوء يتناسب مع عمرها الطويل. خرجت لكنها مالت مسرعة لتجلس على الأريكة في الهول. جاء اليها. وحيّاها. قبّل رأسها. ثم يدها. وجلس إلى جانبها. نظر إلى الصورة على الجدار. شاهدت الأم ابنها ينظر بحنان إلى الصورة. فوضعت يدها على كتفه. وسحبت رأسه إلى حضنها فاستسلم بلا مقاومة وأحاطت جسده الكبير بيديها الضعيفتين الصغيرتين. كاد ان يبكي. قاوم دمعته. لكنه بعد قليل سحب رأسه من حضن امه ووقف يعدل ملابسه معتذرا وأشار إلى ساعته وادرك أنَّ وقته قصير ليصل إلى الدائرة. انحنى وقبّل يد امه. استدار نحو الباب وهو ينظر نحو الصورة على الجدار. كان طفلا صغيرا وامه في عزّ شبابها وأبو يرحمه الله يقف وراءهما يرتدي بدلةً بغداديةً متميزةً وعلى صدره ساعة تتدلى من جيب الصدر. التفت إلى أمه وجدها تراقبه. ابتسم لها. قاوم دمعته مرة اخرى. القى بقبلة على يده ورماها من فراغ كان عند الباب إلى امه التي استقبلتها بابتسامة حزينة. خرج واغلق الباب خلفه. سار في ممر الحديقة متوجهاً إلى الباب الرئيس للبيت ليجد سائق السيارة الحكومية بإنتظاره. حيّاه وابتسم له. صعد في السيارة ليجلس في المقعد الخلفي. قبل ان تسير السيارة.. التفت فوجد امه وزوجته وفي حضنها طفلٌ يشبهه تماماً ينظران إليه من نافذة الهول حيث كانت هناك على الجدار صورته في حضن أمه، وأبوه كان يقف شامخاً وراءهما.

عرض مقالات: