اخر الاخبار

أبي...

رفيفك يبحث عنك

طائرا يحوم حولي

منذ تركتكَ هناك

لا تبصر غير ذكرى باهتة

مسيّجاً بالأغاني الحزينة

تسامر المطوقين بالأحاجي

وتخاف الغرباء،

أولئك الباحثين عني

وما يعتريك من همسٍ قريب

لم تعد تعشق ذلك الصراخ

الهابط من لجج لا مسار لها

كم أفزعتك الأمكنة

وذلك الطرْق الليلي

فتنبت من جديد

حكاياتك القديمة

تلك التي جزّها الرُعيان والغزاة

والناصبون للبلاد بفجيعة قادمة

أبي...

كنت وما زلت بوصلتي للحريق

ما عشقت سوى

هامتك المشتعلة دائما

تظل مشعا يا أبي

في صحوي ونومي

وأنت كما دائما تقيم برأسي

مثقلاً بالأسى

ها هو صدري كما ترى

تورّم من صراخ العراق الذبيح

أراك يا أبي تبحث مثلما دائما

عن بقايا الشوق اللائذ

في مداراتنا والندى

عن رحمة تسقط كما المعجزات عليك

متلفعا ذات الرداء الحريري

حين قبلتك ودمعك يبلل وجنتيك

متى ستأتي الينا ثانية يا ولدي؟

قلت لي

لا أعرف يا أبي

وأنا الوذ بوجهي لكيلا

أرى بخار دموعك الحارقة

واليوم بعد الرحيل يا أبي

عدنا نتصالح مع الافاعي

تلك التي كنت تخشاها

وهي تحج لمواسم النهر الناضب

والحيتان اصطفاها الغزاة

لتعبث بنا كما تشاء

من أين لك

كل هذا النزيف يا أبي؟

خصبا وسديما

معلقا مثل التمائم

في جيد الوطن الذبيح

من النهر الى النهر

وأنت تمد يدك الرحيمة

تحت وسادتي كما كنت دائما

تمسّد شعري وهو يتوق لطراوة يديك

عرض مقالات: