حرية التعبير في العراق ليس مُتبَرع بها من أحد، وليست منّة من جهة او مرحلة او زعامة او عهد. وشاهد ذلك (اولا) ان حرية التعبير كانت ضحية لغالبية الحكومات والعهود التي مرت على العراق، و (ثانيا) ما له علاقة بالهجمات والتهديدات التي يتعرض لها اصحاب الرأي الحر (الآن) من ناشطين وكتاب ومنظمات، على يد جماعات فئوية استئصالية، بتواطؤ (وبمشاركة) من الجهات الحكومية، او القضاء، خلافا للمادة 38/ ثالثاً من الدستور العراقي الضامنة للحريات العامة، والتزامات الدولة العراقية بميثاق الامم المتحدة (المادة 19) التي اعطت "لكل فرد حق حرية التعبير عن الرأي» حيث تتخذ الهجمة على حق التعبير والتظاهر طابع القمع والتخويف والتسقيط والتشهير الاعلامي، وتتدحرج الى درابين التكفير المظلمة، بهدف تعليق الحق الدستوري البائن، او اغتياله بدم بارد، وتسجيل الجناية على مجهول، فيما يجري التغييب المتعمد لكفاح النخب العراقية الرائدة التي انتزعت حرية التعبير بالكفاح والتضحيات. القائد الوطني الافريقي نلسون مانديللا حين خرج من السجن خاطبه مبعوث دولي في احتفال حضره مليون من الملونين قائلا "يا صانع حرية هذه البلاد" فرد عليه مانديللا، متضايقا، مشيرا الى الجماهير: كلا سيدي. انها هي التي صنعت حرية البلاد وتحميها من المخاطر.
قف.. حرية التعبير في خطر
- التفاصيل
- عبد المنعم الأعسم
- اعمدة طريق الشعب
- 67