أدت المخاطبات اللادستورية للمسؤولين الكبار، فخامة. دولة. معالي، الى فوضى في تداول التوصيفات المضخمة للمسؤولين والسياسيين، حتى صاروا يرفضون مخاطبتهم بالاسم المجرد او بعنوان موقعهم الرسمي، ويخجلهم (انتباه) التذكير بمهنة ايامهم الغابرة: باعة متجولون، او رعيان في البوادي، فيما يورد ابو بشر الدولابي في كتابه "الكنى والاسماء" ان الانبياء موسى وداوود ومحمد كانوا رعاة غنم ولم يكونوا ليتنكروا لمهنتهم امام طواغيت عصورهم.
وفي كتاب "تنبيه المغترين" للشعراني إشارة مهمة لسفيان الثوري يحذر فيها من اولئك الذين يتظاهرون بوجاهات المناصب فإن تحتها، كما قال "ذئاب كاسرة" وعن انقلاب القيم والاندفاع في الفخامات الفارغة والاغترار بالمناصب، نُقل عن ابي ذر الغفاري قوله «كان الناس ورقاً لا شوك فيه، فصاروا شوكاً لا ورق فيه» وقديماً قال شاعر في التواضع:
"تواضعْ تكنْ كالنجم لاحَ لناظرٍ..
على صفحات الجو و هو رفيع".
الكاتب الانجليزي الشهير «توماس كارليل» تلقى عرضاً من رئيس حكومة بلاده "دزرائيلي" ان يحمل لقب «لورد» فرد عليه بالقول: "لن يحط من قدر الانسان أن يكون بلا لقب".