اخر الاخبار

لاحظ القلقشندي في "صبح الأعشى"  أن ابن الفاسق يشبه أبيه "لا ينحطّ في ملابسه، ويرتفع عما يلبسه الناس" في إشارة إلى التعالي، وكأن ابو العباس القلقشندي، ويسمونه "بحر التاريخ" يستبق روايات يتناقلها الناس الآن عن ساسة أؤتمنوا على ثروات وأموال الشعب، فلم يكتفوا بنهبها، بل دربوا الأبناء والأحفاد على فنون النهب، وعلى أفضل الطرق للسطو على ثروات البلد.

على أن التاريخ زاخر بالروايات عن الصبية الفاسدين المتحدرين عن أبناء فاسدين: يولدون وفي أيديهم ملاعق من ذهب، وحسابات مفتوحة في المصارف، وخطوط طيران تحت خدمتهم، وقد تدربوا على يد آبائهم الحاكمين والمتحكمين، وأخذوا عنهم براءات اختراع "أسرق وضم راسك" بل وطوروها بتكوين الذباب الإلكتروني الذي لا يجمّل قبح الحرامية، بل (المهم) ان يقبّح وجوه المحتجين على الفساد والفاسدين، ويجعل من الجموع الفقيرة الباحثة عن لقمة العيش عبارة عن صفوف منظمة أنيقة تجيد التصفيق والمديح لصاحب الشأن الذي لم يسمع شيئا عن ملايين العائلات التي تنام على خواء بطونها، أو منسية في علب الخوف والإقصاء، ولا تستطيع الوصول إلى حيث يطلّ من شرفة أو من على شاشة ملونة.

*

قالوا:

"والدي، نبيل، وأبٌ عطوف".

لوسيا بينوشيت- ابنة دكتاتور تشيلي