مو لازم ينفصل؟
إنتهى عمر الربع التشريعي الأخير للبرلمان دون أن يعقد سوى أربع جلسات فقط، أي بتخلف نسبته 87.5 في المائة عن عدد الجلسات المقررة في نظامه الداخلي. ويعود ذلك حسب مراقبين إلى عدم عرض مشاريع القوانين التي لا تنسجم مع مصالح منظومة المحاصصة ومنع مناقشة 23 ملفاً وسؤالاً برلمانياً، تتعلق بتسعة وزراء ورئيس هيئة ومحافظ، متهمين بالفساد، من محاسيب الكتل المتنفذة التي تهيمن على البرلمان والتي أفقدته أي قدرات رقابية أو تشريعية. هذا وإذا كان المجلس حسب الدستور، مكلفاً بخدمة عامة، فإن رب عمله (الشعب) مطالب بفصله نهائياً لتكرار غياباته غير المبررة.
إن كنت لا تدري فتلك ..
فيما كشفت شركة تسويق النفط "سومو"، عن استيراد 591713 طنا من البنزين خلال أشهر الخريف الثلاثة الماضية، صرح وزير النفط بأن العراق قطع شوطاً كبيراً في مجال تطوير الصناعة النفطية. هذا وفي الوقت الذي يعد فيه العراق ثاني أكبر مصّدر للنفط في منظمة أوبك، فإنه يعاني من مشاكل جدية في استثمار ثروته بسبب فشل الحكومات المتعاقبة في تأهيل المصافي القديمة وفي الكف عن حرق الغاز إضافة إلى عجز المصافي التي بُنيت حديثاً عن العمل بطاقتها الحقيقية أو المفترضة بسبب الفساد الذي ينخرها، بدءاً من توقيع عقود الإنتاج وانتهاءً بعمليات الإدامة والتأهيل.
لا تخلوه بالمالية!
كشف نائب من اللجنة القانونية عن قرار للمحكمة المركزية لمكافحة جنايات الفساد، يقضي بشمول أحد أبرز المتورطين الرئيسيين في ما تعرف بـ "سرقة القرن" بقانون العفو العام من أصل مئات المدانين بسرقة أموال الشعب، وإيقاف الإجراءات القانونية بحقه نهائياً، والتي من ضمنها حكم بالسجن لثلاث سنوات. هذا وفي الوقت الذي كان فيه المدان المعفو عنه، رئيساً للجنة المالية حين ارتكب جريمته، ومستشاراً لرئيس الحكومة حين افتضح أمرها، ينصح الناس حماة الرجل من المتنفذين، أن لا يكلفوه ثانية بمهام مالية إذا ما أعادوه إلى البرلمان في "انتخابات" قادمة لأن نفسه آمارة بالسوء.
خنقتونا
عادت رائحة الكبريت، إلى سماء العاصمة بغداد، بعد فترة انقطاع دامت أسابيع، لتعيد حالات الإختناق وتهييج المجاري التنفسية والتأثير السلبي على صحة الناس وحياة المرضى بشكل خاص. ورغم أن وزارة البيئة، كانت قد حددت في الخريف الماضي، أسباب المشكلة بارتفاع تراكيز الملوثات جراء بعض الأنشطة الصناعية والبلدية المخالفة للأنظمة ووعدت بأن تتابع فرقها الميدانية، ليلاً ونهاراً (فقط)، مصادر تلوث الهواء في العاصمة، فإنها أكتفت هذه المرة بالدعوة لتكثيف الجهود للحد من تلوث الهواء وتحسين جودة البيئة في بغداد والمحافظات، دون أن تكشف لنا ما أنجزته لحماية بيئتنا أو على الأقل نتائج متابعاتها الدؤوبة السابقة!
شيزرع راشد؟!
سجلت صادرات المنتجات الزراعية الإيرانية والتركية كالبطيخ والتفاح والخيار والطماطم والبرتقال إلى العراق ارتفاعًا ملحوظًا خلال العام الماضي، ففيما بلغت هذه الصادرات 2.5 مليون طن وبقيمة 1.5 مليار دولار عبر منفذ بدرة الحدودي فقط، إستوردت بلاد الرافدين تفاحاً وبرتقالاً من تركيا بقيمة 330 مليون دولار خلال عام واحد. هذا ويجد المراقبون في سياسة الاستيراد المنفلت، سبباً رئيسياً في تخلف الإنتاجين الزراعي والصناعي، وفي زيادة معدلات البطالة، ودفع أفواج جديدة من العوائل إلى حافة الفقر وتلويث بيئتنا، وأهدار قسط كبير من الثروة الوطنية لصالح الدول المصّدرة، والتي يشهد الميزان التجاري معها خللاً كبيراً منذ سنين.