منذ سنوات، كنا نفكر في صناعة الأبطال في عالم الرياضة، ولكن كيف ومتى نبدأ بمثل هذا المشروع وبخطوات جادة؟ إن مشروعًا بهذا الحجم لا بد أن تتحمل مسؤوليته الحكومة والدولة، لأن مثل هذه المشاريع تحتاج إلى جهات رسمية تحتضنها، وتوفر لها الأموال، وتلتزم بها مؤسسات رسمية قادرة على أداء دورها ومسؤولياتها. وهذا لا يتحقق إلا من خلال الحكومة والدولة. واليوم، وبعد أكثر من ستين عامًا على إحراز العراق ميداليته اليتيمة في دورة روما الأولمبية عام 1960 بواسطة الراحل ابن البصرة، البطل عبد الواحد عزيز في رفع الأثقال، كان لابد من أن نكرر ما قدمه الراحل للعراق وأهله، ولكن بأسلوب جديد يتناسب مع تطور الزمن ورياضاته.
وقد دفع هذا رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى تبني فكرة تشكيل فريق لإعداد مشروع صناعة بطل أولمبي (بعد أن أصبحت الرياضة وصناعة الأبطال علمًا ودراسة وبرامج واستراتيجيات وإنجازات في الدورات الأولمبية). وجاء الأمر الديواني من مكتب رئيس الوزراء بتشكيل فريق عمل برئاسة مستشار رئيس الوزراء لشؤون الشباب والرياضة، إياد بنيان محمد، وعضوية كل من: وكيل وزارة الشباب والرياضة، حسن علي كريم، وعميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة بغداد، الدكتور صباح قاسم خلف، ومدير عام التربية البدنية والنشاط المدرسي في وزارة التربية، محمد إبراهيم عبود، ومدير عام الشؤون الرياضية في إقليم كردستان، سردار إسماعيل، وأستاذ التربية الرياضية في السليمانية، آزاد محمد نوري، وممثل اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، الدكتور تيرس عوديشو انويا.
إن تشكيل هذه اللجنة سيساهم في اتخاذ الإجراءات والخطوات الأساسية والمهمة في الإعداد للمرحلة القادمة، الخاصة بصناعة البطل الرياضي وتقديمه إلى المراحل المتقدمة، خاصة إذا تحقق التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية بصناعة البطل الرياضي. لقد ضمت هذه اللجنة قيادات رياضية متخصصة وعلى أعلى المستويات، وفي مقدمتها إعداد مشروع متكامل وتحديد الميزانية المالية لمثل هذا المشروع الكبير.
لقد جرت محاولات كثيرة لإخراج مثل هذا المشروع الوطني لصناعة البطل الرياضي الأولمبي، ولكن! المهم في مثل هذا المشروع هو رصد الأموال الكافية له، وتوفير الصلاحيات والموافقات المالية اللازمة. وهنا يجب أن نشارك الاتحادات الرياضية في المسؤولية وفقًا لأهمية الأدوار المناسبة، وأن نمنح هذه اللجنة صلاحيات متكاملة، منها صلاحيات التعاقد مع مدربين محليين وأجانب، أو إرسال بعض الرياضيين، بعد التأكد من إمكانياتهم، إلى معسكرات طويلة في بعض البلدان المتطورة في بعض الألعاب، بهدف مشاركتهم مع أبطال الرياضة في تلك البلدان، لتدريبهم وتوفير بيئة تنافسية لهم.
وأقول للإخوة في الاتحادات الرياضية: عليكم بدقة المعلومات وحسن اختيار الألعاب التي يمكن لأبطالنا التميز فيها وتحقيق الإنجاز. ولتكن خطواتنا مدروسة وعلمية، فلا مجال للعواطف والأماني. إن اختيار الألعاب المناسبة وأبطالها يجب أن يتم على أساس فترات قادمة، مثل الدورة الأولمبية في عامي 2030 و2034، لذا يتطلب منا العمل بعناية وتأنٍ، بعيدًا عن العجلة. على الإخوة في اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية والاتحادات الرياضية المركزية والفرعية أن تضع خططًا ودراسات بعيدة المدى لاختيار الرياضات والألعاب المناسبة، حتى نؤسس لواقع جديد وظروف ملائمة.