كلها لخدمة الناس وداعَتكم
طلبت لجنة النزاهة النيابية من هيئة النزاهة الاتحادية فتح تحقيق عاجل في ثلاث قضايا هدر بالمال العام، شهدتها محافظة البصرة وهي شراء حافلات للنقل الطلابي بقيمة نصف مليار دينار للحافلة الواحدة، ونصب لوحات إعلانية خلال بطولة الخليج بكلفة 8 مليار دينار وزيادة تكلفة مشروع الصرف الصحي في الزبير بنسبة 160 في المائة بدون مبرر. هذا ويُذكر بأن المحافظة كانت ساحة صراع مؤخراً بين رئيس مجلسها وبين محافظها حول رئاسة هيئة الإستثمار، التي استدعى المجلس رئيسها للاستجواب، فاعتذر قبل أن يقيله المحافظ سداً للذرائع، ويتولى بنفسه ومن موقع أدنى، مسؤولية الهيئة.
الجميع "فدوة" للسلاح المنفلت
هزت بغداد قبل أيام جريمة قتل الصحفي د. ليث محمد رضا أمام منزله في منطقة العرصات وسط بغداد، من قبل متنفذ كان يستقل سيارة جي كلاس بسرعة، وأزعجه اعتراض الصحفي على هذه السرعة والخطر الذي يمكن أن تسببه لعوائل وأطفال الحي، فأمطر الشاب برصاصات أودت بحياته. ويأتي حزن الناس وسخطهم على هذه الجريمة لا بسبب ما يتمتع به المجني عليه من ثقافة وخلق فحسب، بل ومن المستوى الذي بلغه استهتار المتنفذين الفاسدين بحياة الأبرياء وبالقانون والأمن، دون أن يردعهم شيء، مادام "خالهم" موجود، ويمكنه تدبير قانون عفو عنهم، فيما بعد.
منو يقره؟ منو يكتب؟
شهدت مدن عديدة تصاعد حالات انتحار الشباب لأسباب غير معروفة، وهي حالات راحت تتكرر بين فترة وأخرى وتُسجل في الوثائق الرسمية ثم تهمل. هذا ويشير المختصون إلى أن 47 في المائة من العراقيين مازالوا قلقين من تدهور الوضع الأمني و28 في المائة من احتمال حدوث صراع طائفي، فيما تعاني الأغلبية الساحقة من التأثيرات السلبية لأربع حروب و13 عاماً من الحصار، والتي لا تتعبهم وحدهم بل وتُوّرث في الجينات حسب آخر الأبحاث الطبية، في وقت تكتفي فيه الدولة بتخصيص 0.001 في المائة من الموازنة الثلاثية للإنفاق على الصحة النفسية.
البركة بالحركة
قرر مجلس الوزراء في الإسبوع الماضي إعفاء ثلاثة مدراء عامين في أمانة بغداد من مسؤولياتهم الإدارية، بسبب إخفاقهم في معالجة آثار موجة الأمطار الأخيرة، وأربعة مدراء عامين في وزارة الكهرباء بسبب فشلهم في التقييم. ويأتي القرار بعد وعود أطلقت منذ سنتين عن وجود خطة لتقييم المسؤولين واشتراط بقائهم في مواقعهم على نتائج ذلك. هذا وفي الوقت الذي يحيي فيه الناس هذه الخطوة رغم تأخرها، ينبّهون إلى أن نجاحها وديمومتها يعتمدان على التخلي عن نظام المحاصصة في توزيع المناصب، والعودة لمبدأ تكافؤ الفرص واختيار الأصلح بغض النظر عن الانتماء السياسي أو القومي أو الطائفي.
حرامية البلاد والعباد
أشارت أنباء محافظة ميسان إلى أنها خسرت نحو ثلثي مساحاتها الخضراء نتيجةَ عمليات التجريف العشوائية منذ العام 2003 على الرغم من القرارات والقوانين التي تحرم هذا التجاوز. كما استولى المتنفذون على العديد من المناطق الترفيهية والمساحات الخضراء في مدينة الرمادي بحججِ الاستثمارِ وعبر الضغط والترهيب لدوائرِ البلدية في المحافظة. هذا ولم يكتف فاسدو منظومة المحاصصة من نهب البلاد في ظل حكومات عجزت عن إيقافهم وفشلت في الحد من التدهور البيئي الذي سبّب خسائر جاوزت 7 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي، بل عمدوا لتخريب الغطاء الخضري لمضاعفة الآثار الكارثية للمشكلة.