اخر الاخبار

تعرض العديد من الملاعب والقاعات الرياضية للتوقف والعجز في بنائها بسبب الأزمات المالية التي واجهتها وزارة الشباب والرياضة، مما أثر سلبًا على أدائها وقدرتها على تنفيذ المشاريع الأساسية مثل ملاعب كرة القدم، قاعات الرياضات الأخرى، ساحات التنس، قاعات الملاكمة والمصارعة، والمضامير لجميع الأنشطة والفعاليات الرياضية.

لقد حققنا العديد من الإنجازات المهمة التي تدعم ممارسة مختلف الألعاب الرياضية. إلا أن الأزمات المالية المتلاحقة قد حجمت دور الجهات الرياضية والشبابية في تقديم نفسها بالكفاءة المطلوبة.

ومن هنا، أستعرض واقع البنية التحتية للأنشطة الرياضية. لقد بذلت وزارة الشباب والرياضة جهدًا ملحوظًا في إنشاء وتحضير عدد كبير من ملاعب كرة القدم الموزعة في بغداد والكثير من محافظاتنا العزيزة. ومع ذلك، هذا الواقع لا يسهم في تطوير الرياضة بشكل عام. نعم، لقد أنجزنا مجموعة محترمة من ملاعب كرة القدم، ولكن هذا لا يعني أن باقي الألعاب الرياضية قد نالت حقها من الاهتمام.

وأنا على الرغم من كوني أحد لاعبي كرة القدم، أطالب وأُناشد المعنيين بالرياضة والنشاطات الرياضية لجميع الألعاب وليس كرة القدم فقط. فكل الألعاب الرياضية تستحق الاهتمام. وقد قدمت قيادة الدولة دعمًا قويًا للرياضة وتطورها، حيث سنت القانون رقم (6) لسنة 2013، الذي يخص الرياضيين الأبطال والرواد، كما قدمت الدولة فقرة دستورية تحمل الرقم 36، والتي تنص على: (ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها).

بناءً على ذلك، نقول لوزارة الشباب والرياضة: عليكم برعاية البنى التحتية للرياضة العراقية والسعي لنشرها وتوزيعها في جميع المدن والمحافظات العراقية لخدمة أبناء وبنات الوطن ولجميع الألعاب الرياضية، وعدم اقتصارها على كرة القدم فقط، وكأن الرياضة والألعاب الرياضية حكراً على كرة القدم.

على هذا الأساس، تم إنشاء العديد من ملاعب كرة القدم الموزعة في عموم المحافظات والمدن العراقية. لكننا اليوم محرومون من الملاعب والساحات والمضامير والقاعات والأندية الرياضية، إضافة إلى غياب ملاعب كرة السلة، والكرة الطائرة، وكرة اليد، وملاعب التنس الأرضي. إن محافظاتنا ومدننا العراقية تعاني من ضعف كبير في البنية التحتية، وهذا الواقع أصبح غير قابل للتحمل، إذ لا توجد ميادين مخصصة للألعاب الرياضية المتنوعة.

قبل خمسة عشر عامًا، فرحنا بعدة منشآت رياضية، مثل البناية المقترحة للبارالمبية، إضافة إلى (قاعة بغداد أرينا). كنا نحلم بها لأنها كانت تمثل معلمًا رياضيًا ينتظره الشارع الرياضي بفارغ الصبر. وقد كنا نتطلع إلى افتتاحها لتكون موازية لقاعة الشعب الرياضية. هذا المشروع كان يشكل نقطة تحول في عراقنا، وكان سيُسهم في نضوج الرياضة بشكل متطور. وقد أكد وزير الشباب والرياضة أن القاعة ستختصر نصف التحديات المرتبطة بتنظيم البطولات الإقليمية، وأضاف بأن "قاعة بغداد أرينا" ستكون واحدة من أكبر الصالات المتكاملة في الشرق الأوسط.

لذا أقول لأحبتي في وزارة الشباب والرياضة: نتمنى اكتمال إنشاء قاعة "بغداد أرينا" وتحقيق الإنجازات من خلالها، لتكون هذه القاعة الرياضية المتطورة بداية موفقة للمنشآت الرياضية في العراق. ونأمل أن تكون نموذجًا حياً لتفاعل الرياضيين وتحقيق الإنجازات الرياضية والنجاحات.

إن السعي لتحقيق الإنجازات الرياضية يشكل حافزًا رئيسيًا للتقدم والإبداع الرياضي. وأدعو الأبطال الرياضيين وفرقهم في جميع الألعاب إلى تقديم دراسة واقعية عن احتياجات القاعات والساحات والبنية التحتية في كل المحافظات والمدن العراقية. هذه الدراسات ستؤدي إلى تحريك قادة الرياضة وانتشالهم من أجل التقدم والإبداع.

إن النجاح في تجهيز البنية التحتية للرياضة سيشكل حافزًا كبيرًا في مسيرة النهوض بالرياضة في العراق.