يراهن بعض السُذّج على "خلافات مستفحلة" في صفوف أقطاب السلطة، ويذهب بعض المعلقين "الطيبين" إلى أن التراشقات بين الزعامات، او بين من ينوب عنهم، ووصول المخاشنات إلى ساحات القضاء، بين الرئاسات، وأعضاء مجالس المحافظات تعني أن لا عودة لبيت الطاعة والولاء والشراكة في النهب، وأن الأمور تمضي إلى فرز الأفضل وعزل الحرامية، وهي مراهنات بائسة، سبق ان بطُل التعويل عليها طوال عقدين من الزمان، فإن الخلافات التي نتابعها تدور في محاولات التخلص من أسماء احترقت سمعتها بالمفاسد والفشل وصارت عبئا على منظومة الحكم الخائفة من المستقبل.
إلى ذلك من الطبيعي أن ينشأ الخلاف بين فرقاء المرحلة والحكومة على جملة من الملفات، وان تحلّ القطيعة وانعدام الثقة فيما بينهم وقد يصل الامر إلى تسرب رائحة بارود من الغرف المغلقة ومخاشنات بين أزلامهم، وهذا ما يحدث بين الحرامية في الغالب، لكن هذا اللهب غير مرشح للتفاعل خارج السيطرة، طالما أن هناك مَن يلعب دور رجل الإطفاء قبيل ان يتحول اللهب إلى حريق، وحدث ذلك في ما لا حصر له من المرات: حل الخلافات ببوس اللحى.
*قالوا:
" إذا اعتاد الفتى خوض المنايا
فأهون ما يمر به الوحول".
المتنبي