اخر الاخبار

ربما، من السابق للأوان، القول إن المنطقة تمر (الآن) في الطور الثاني لهزيمة مشروع إقامة سلطة دينية برداء سياسي، وأن الأبواب باتت غير مواربة كفاية حتى أمام فرص اختطاف الحكم عن طريق "انتخابات" سبق أنْ جُرّبت في الطور الأول البائد: ففي منتصف العام 2012 كان أصحاب مشروع الإسلام السياسي يقدمون، في مصر، أحدث نموذج "عصري" يقوم على استلام الحكم بواسطة الانتخابات بدل النموذج الأفغاني الجهادي، وذلك من وراء ماكنة جامحة، ظهر أن زيتها ليس كافيا للمضي أكثر من عام واحد.

هذا التوصيف لا يمت بصلة إلى البلاغة السياسية، إنما إلى بلاغة رد الفعل وقوانينه الفيزيائية (قانون نيوتن الثالث) والاجتماعية (التراكم) على حد سواء، حين يكون الفعل قد استنفد هامش المناورة باستعجال إلغاء الدولة المدنية المصرية وتأسيس بنية دولة الخلافة على أنقاضها، ليصطدم باستحالة الاستجابة، فلم يتراجع في الوقت الصح، وعندما تراجع بعد حين كانت الفرصة قد نفدت، فيما أيتام التجربة، في ساحات أخرى، ما زالوا يقرأون النتائج بالمقلوب، من دون احتسابٍ للهاوية.. وما أدراك ما الهاوية.

*قالوا:

"تستطيع أن تكسب ثقة الجاهل إذا لم تعارضه في آرائه.."

سقراط