أُصيب الكثيرون بخيبة أمل لأن منتخبنا الشبابي لم يتمكن من التأهل إلى دور الأربعة، ولم يحجز مقعدًا في نهائيات كأس العالم للشباب التي ستُقام في تشيلي، واعتبر البعض أن ذلك يُعد "عيبًا" بحق كرة القدم العراقية.
لكن الواقع، من وجهة نظري، مغاير تمامًا، إذ أن الغاية من تشكيل هذه المنتخبات والفِرَق العمرية ليست فقط الفوز بالبطولات، بل الأهم هو بناء قاعدة راسخة لكرة القدم، وتأسيس أجيال جديدة تسهم في استمرارية اللعبة وتطورها نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
إن إعداد أجيال جديدة من اللاعبين يعني مواصلة العمل وتحقيق النجاحات، فهذا المجال الرياضي يعتمد على مبدأ الإحلال والتعويض، لأن عمر الرياضي وقدرته على العطاء محدودة، ولا يمكنه الاستمرار إلى ما لا نهاية. وهذا يستوجب منّا جميعًا أن نعتمد على هذه الفلسفة، ونسعى من خلالها إلى إعداد بدلاء قادرين على حمل الراية.
من هنا، أوجه ندائي إلى قادة الاتحادات الرياضية بضرورة الاستمرار في دعم الفئات العمرية والاهتمام بها، بدلاً من الاعتماد على لاعبين غادروا الملاعب بسبب الإصابات أو التقدم في السن. إن مواصلة هذا النهج ستمنحنا مؤشرات حقيقية على أن "دوام الحال من المحال"، وأن علينا كمسؤولين في الاتحادات والأندية أن نُولي هذه المهمة كامل اهتمامنا.
وأقول لأحبّتي في الإعلام الرياضي وكل المؤسسات المعنية، لا تُحمّلوا فرق الفئات العمرية ما يفوق طاقتها، ولا تضعوا على عاتقها مسؤولية تحقيق البطولات والإنجازات. فهذه الفئات هي الرافد الأساسي لمستقبل الرياضة، وهي المعوّل عليها في عملية النهوض والتطوير، وهذا ما تعمل به البلدان المتقدمة، حيث أنشأت المدارس والمعاهد الرياضية المتخصصة لتضم آلاف الموهوبين في مختلف الألعاب، بهدف تطويرهم وضمان مسيرتهم في بيئة سليمة.
وهنا نؤكد على دور الإعلام الرياضي في أن يكون سندًا وداعمًا لمدربي ومشرفي الفئات العمرية، لا خصمًا لهم. من غير المنصف أن نهاجم مدربًا لأنه خسر مباراة أو لم يحقق نتائج، فمهمتنا الأساسية هي التوجيه والإرشاد والنُصح، لا أن نكون سيفًا مسلطًا على رقاب هؤلاء المدربين الذين يمثلون جزءًا من الثروة الوطنية.
وختامًا، أؤكد أن النتائج في بطولات الفئات العمرية (أشبال، ناشئين، شباب) ليست الهدف الأول للاتحادات، بل إن الهدف الأسمى هو إعداد فرق قوية قادرة على رفد المنتخبات الوطنية والفرق المتقدمة. لذلك، أوجه ندائي إلى الإعلام الرياضي بكل أشكاله أن يحتضن مدربينا ويكون عونًا لهم، لا عبئًا عليهم. هم أبناؤنا، ويستحقون الدعم والتقدير، لا المطالبة الدائمة بالبطولات، فهذا النهج لا يحقق تطورًا، بل يعوق المسيرة.