اخر الاخبار

منذ اسابيع عديدة نشاهد في شوارع عدد من المدن، ومنها بغداد، أعمال حفريات لمد أنابيب أو إعادة تبليط، تجري بشكل غير مدروس، ما يربك حركة المرور بشكل واضح، ويعطل وصول الناس إلى وجهاتهم، ناهيك عن الأتربة المتطايرة من مواقع العمل، والتي تخلف أذىً كبيرا.

كان يفترض على الجهات المعنية وضع تخطيط صحيح للعمل. فعند قطع الشوارع يجب توفير طرق بديلة. كذلك يمكن أن يتم العمل بوجبات عدة تعمل ليل نهار، من أجل الإسراع في الإنجاز، وهذا ما لم يحصل مطلقا.

بالنسبة لي، لدي تصور عن اسباب غياب التخطيط عن هذه المشاريع، لكن للتأكد استفسرت من بعض المعنيين بالأمر. فتبين لي أن هذه الأعمال بدأت في النصف الثاني من العام الجاري، وان مخصصاتها المالية محسوبة على هذه السنة وان لم تصرف قبل نهاية شهر كانون الأول، ستتم إعادتها إلى خزينة الدولة، وبالتالي سيواجه المقاول في العام المقبل إجراءات روتينية معقدة في صرف هذه الأموال مجددا. لذلك يعمد المقاولون ومن يعينهم من الجهات المستفيدة، الى تسجيل نسب انجاز عالية (وهمية أو حقيقية) كي يتسلموا السلف المخصصة لهم بموجب تلك العقود قبل نفاد الوقت.. نعم هذا هو لب الموضوع!

في كل وزارة وكل مديرية عامة وفي جميع الهيئات الحكومية توجد أقسام للتخطيط والمتابعة، ترى ماذا تفعل هذه التشكيلات، وما دورها؟! ثم ألا يمكن للبرلمان والحكومة إقرار الموازنات قبل بداية العام كي يبدأ العمل بشكل صحيح؟ ألا يمكن تسهيل الاجراءات الروتينية (الفاسدة) في صرف مخصصات المشاريع، كي تستمر الأعمال دون تلكؤ؟ ألا يمكن لمرة واحدة ان نخطط ونعمل بالشكل الصحيح؟ عشرون عاماً مضت والتراجع مستمر في جميع الملفات وليس حصراً في المشاريع الخدمية.. هل هناك من يستمع إلى هذا الحديث؟!

عرض مقالات: