اخر الاخبار

الجميع يتساءل عن واقع الألعاب الرياضية الأخرى وما هو مصيرها ونتائجها وواقعها وأينها من الخارطة الرياضية العراقية فبعضها كان متسيدا في العراق وآسيا في أزمنة سابقة والبعض الاخر كان يعيش اياماً ذهبية إلا أنها اليوم تركت الميدان وبعضها اختفى والآخر ضعف والقسم الآخر عانا ويعاني من الإهمال، ولعل الأسباب تعددت ولكن أحجامها وغيابها عن الساحة كان لسبب واحد هو الإهمال وبسبب ضعف الكفاءة الإدارية والرياضية والفساد الإداري والمالي واحتكار العمل الرياضي من قبل المتنفذين على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية والطائفية، وهنا يتطلب أن نعطي الحلول المناسبة لتخليص الرياضة وأبطالها من واقعها المر هذا. لقد عشنا واقعاً رياضياً في عقود سابقة منها الستينيات والسبعينيات لأن قادة الرياضة يومها من المختصين والشرفاء والاكفاء فقدموا كل شيء لوطنهم وشعبهم وقد تحقق في تلك العقود الوسام الأولمبي الوحيد واليتيم حتى الساعة والذي حققه العراقي البصري البطل عبدالواحد عزيز في دورة روما الأولمبية عام 1960 وكانت نتائج رياضتنا في المراحل اللاحقة مقبولة حتى مطلع السبعينيات لكن الحال تغير في المراحل اللاحقة واتصفت هذه المراحل بالتراجع والاخفاق الرياضي، ولعل الأسباب واضحة وفي مقدمتها الحروب العبثية والانشغال بسياسة التبعيث الاجباري وهجرة الكفاءات الوطنية بسبب السياسات الخاطئة وتسيد الجهلة والاميين، وبدأت آفة الحصار تفتك بالناس وتدمر حياتهم. وهكذا اجتمعت كل المصاعب والعلل على الرياضة العراقية وافشلتها واصابتها بمقتل، ولعل الكثير من المصاعب والمشاكل التي أصابت الرياضة في ذلك الزمن نجدها قد تدحرجت للزمان الجديد إضافة إلى أمراض وعلل جديدة ساهم بها القادة المحسوبين على الرياضة وساهموا بصناعتها وتجذيرها من خلال خبراتهم وادائهم في المراحل السابقة. ولعل في مقدمتها إهمال كل الرياضات والألعاب إلا كرة القدم التي وجدها البعض لمحاكاة الكثير من بلدان العالم وتقليدها حيث توجهت كل الأندية الرياضية العراقية لممارسة هذه اللعبة والاهتمام بها وكذلك بدأ الكثير من المسؤولين والمتنفذين بتقديم كل الدعم والاسناد لهذه اللعبة دون الألعاب الأخرى. وهذا ما أدى ببقية الألعاب للضمور والضعف والتلاشي، مما تسبب خلو الساحة العراقية من الكثير من الألعاب الفردية والفرقية أو فقر ممارستها وغياب الشباب عن ملاعبها وساحاتها.

ولهذا ومن أجل تنشيط تلك الألعاب الرياضية ورفع مستواها والارتقاء بنتائجها نطالب كل المعنيين بالرياضة وحركة الشاب أن يتم الارتقاء بكل الألعاب الرياضية والشبابية خاصة وان دستورنا الوطني قد سن في المادة 36 منه بأهمية وضرورة ممارسة النشاطات الرياضية ورعايتها والاهتمام بها وتوفير مستلزماتها. وهذه المادة تعني للرياضة الشيء الكثير حيث وضعها المشرع لحاجة المجتمع العراقي لهكذا نشاطات وفعاليات لأهميتها ودورها في بناء الشباب العراقي وإبعاده عن الانحرافات والمساوئ. علماً أن العراق مجتمع شبابي حيث تؤكد احصائيات وزارة التخطيط العراقية على ان نسبة الشباب في المجتمع العراقي تصل إلى 62 بالمائة وهذا يتطلب من الحكومة ان تبذل جهوداً مضاعفة من أجل الاهتمام ورعاية الشباب رياضياً وفنياً وادبياً وثقافياً.

وبما أن الرياضة اختصاصنا ندعو ونطالب المؤسسات الرسمية والرياضية وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية واتحاداتها الوطنية ان تهتم بكل الألعاب الرياضية وتساهم بتطوير الكفاءات الرياضية وأبطالها والمساهمين فيها وان تساهم هذه المؤسسات وكل حسب اختصاصه ونوعية اللعبة المشرف عليها بتوفير التوازن في نهوض جميع الألعاب بشكل متكافئ بما يخدم مصلحة الوطن والرياضة والاهتمام بالمنشآت الرياضية التي تنمي كل الأنواع والألعاب الوطنية مع توفير الخبراء والمدربين لبقية الألعاب. وهذا ما سيوفر الظروف الطبيعية لنمو وتنشيط جميع الألعاب وبشكل متوازن مما يساهم في نمو الألعاب وتطور نتائجها بما يخدم عموم الرياضة والألعاب. على ان تلعب اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية والاتحادات الرياضة المركزية واتحاداتها في المحافظات دوراً متميزاً في تنمية كل الألعاب وبكل أنواعها مما ينهض بواقعها الفعلي ويقدم الابطال المتميزين بجميع الألعاب الرياضية.

عرض مقالات: