اخر الاخبار

إن النشاط الرياضي يشكل ذروة العمل المخلص لهذا وجدنا أن العاملين في القطاع الرياضي يتحدثون عن قيم نبيلة وأخلاق عالية وصار بعضهم يصف البعض الآخر بانه يحمل روحاً رياضية، وأن المنافسة ما بين جميع الرياضيين صارت تتسم بالروح الرياضية والأخلاق العالية. إلا أن الواقع شيء آخر، فقد وجدنا أن الرياضة ولعموم ألعابها صارت اليوم في مجتمعنا العراقي منافسة حادة وبعيدة عن التفاهم والانسجام فالجميع صار يخاصم الكل، والقيادات الرياضية نجدها تنافس بعضها البعض الآخر مما وضع الرياضة والألعاب بمواجهة بعضها وهذا ما تسبب في خسارة بعضنا للبعض الآخر، فالقيادات الرياضية تجدها مختلفة مع بعضها، فكل الاتحادات الرياضية نجد فيها مشاكل وإشكالات وفيها البعض مع (الموالاة) والبعض الآخر مع (المعارضة) وهذا يهتف لهذا او يشجع ذاك، ولم نجد يوماً في رياضتنا العراقية من قدم التهاني للفائز او دعا للخاسر بالنجاح مرة أخرى، ولهذا نقول لأحبتنا الرياضيين بهذا كنا ولا زلنا وسنبقى متخاصمين ومختلفين ولا نحقق أي انجاز رياضي ولا تقدم يحسب لهذا او ذاك. بينما بلدان كثيرة قدمت الكثير من الانجازات والنتائج الرياضية لأنها درست الخلافات وعرفت مشاكلها وأوجدت الحلول المناسبة لها. أما نحن فلازلنا وسنبقى على مشاكلنا ولا نفكر بإيجاد الحل المناسب والصحيح لهمومنا. البعض في الإعلام الرياضي ركبوا موجة المشاكل والخلافات الرياضية وقدموا أنفسهم مدافعين عن هذا وذاك دون مراعاة للواقع الرياضي وأهمية الرياضة ودورها في حل المشاكل من أجل الرياضة وتطورها وازدهارها، فالبعض من رجالات الإعلام الرياضي يصب الزيت على النار ويزيدها اشتعالاً بينما الواجب المطلوب هو رعاية الرياضة والاهتمام بها وتخفيف حدة النقاشات والمساهمة في إطفاء حرائقها وحث أهل الرياضة للاهتمام بألعابهم والسير بها لتحقيق الإنجاز العالي الذي افتقدناه منذ سنوات طويلة، نعم لإبداء الملاحظات والتوجيه وانتقاد السلبيات دون الشخصنة والدخول في العمل الخاص وهذا ما نلاحظه في المؤسسات الرياضية فالكل يشمر عن ساعديه من أجل فضح نواقص وعيوب الطرف الآخر وبقساوة ولأسباب خاصة وليس لمصلحة عامة أو من أجل الإصلاح. فالمطلوب في العمل الرياضي هو إصلاح الواقع وإبعاد المناقشة بهدف التسقيط والتجريح والشخصنة ولدوافع مصلحية بينما الواجب الوطني يتطلب منا جميعاً إصلاح وتوجيه وإبداء ملاحظات تجاه العمل الرياضي ومن أجله لغرض السير بالرياضة إلى هدفها الأسمى ألا وهو تحقيق الإنجاز العالي.

إن واقعنا الرياضي الذي عشناه لعقود طويلة لم يحقق ما هو المطلوب منا، المطلوب تضافر الجهود والنوايا الطيبة والعمل الموحد والنزاهة والإخلاص من أجل رياضة عراقية متطورة تخدم الوطن وأبناءه وتؤسس لرياضة يتحقق فيها الإنجاز الرياضي العالي.

عرض مقالات: