تعرض اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور ، جناح فريق ريال مدريد الاسباني، خلال مباراة فريقه امام مضيفه فالنسيا يوم الأحد الماضي والتي انتهت بـ ١- صفر لصالحه، الى اهانات عنصرية شنيعة. وصدرت تلك الاهانات عن جمهور فريق فالنسيا.
وبالفعل أوقعت لجنة المتابعات، التابعة لاتحاد كرة القدم الاسباني، على نادي فالنسيا غرامة قدرها ٤٥ الف يورو، وفرضت اغلاقا جزئيا لملعبه وبالذات المدرج الذي انطلقت منه تلك العبارات المليئة بالحقد والكراهية والعنصرية، والمُقسّمة للجمهور حسب لون بشرتهم.
ولم تكن هذه أول مرة توجه فيها مثل هذه العبارات الى لاعبين في نوادي او في فرق بلدانهم. فقد حصل هذا في إنكلترا وفرنسا وربما في غيرهما.
ومن الطبيعي ان يجري استهجان وإدانة مثل هذه الأفعال القبيحة أينما حصلت ومن اية جهة صدرت. فالانسان هو الانسان بغض النظر عن لون بشرته او عرقه وقوميته وجنسه وانتمائه.
نعم، من الجيد والضروري ان يستهجن العالم المتحضر هذا السلوك غير السويّ، وهو يتجلى كل يوم في مختلف البلدان، وحتى في الدول المتقدمة، في التعامل التمييزي مع اللاجئين مثلا، او في الولايات المتحدة الامريكية مع الملونين والذي يصل الى حد قتلهم على يد افراد الشرطة.
والولايات المتحدة التي يحصل فيها مثل هذا التمييز العنصري، مارسته ايضا بحق شعوب أخرى، كما حصل مع شعبنا العراقي اثناء الاحتلال الأمريكي البغيض. فصور جريمة سجن أبو غريب مثلا لا تغيب عن البال، ولا يمكن طمسها بعبارات معسولة تقول باحترام حقوق الانسان، فيما مرتكبو هذه الجرائم طلقاء. ويفاجئنا المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ماثيو ميلر بإدانة ما حصل للاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور، والأغرب ان يعلن: “بكل وضوح ندين العنصرية في جميع انحاء العالم واينما تحدث بما في ذلك الرياضة. كما نشيد بأي جهد يسلط الضوء عليها ويحاربها”.
اغلب الظن ان القاريء المتابع وخصوصا في بلدنا ومنطقتنا سيستهزىء كثيرا عندما يقرأ هذه العبارة.
وهنا نسأل المتحدث بإسم وزارة الخارجية الامريكية، على سبيل المثال لا الحصر، هل ان ما ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني من جرائم وحشية ضد بنات وأبناء الشعب الفلسطيني كل يوم لا يرتقي الى مستوى الجرائم العنصرية؟ وهل هو لا يستحق الإدانة والاستنكار؟! وهل يعرف المتحدث كم مرة استخدمت بلاده وحلفاؤها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لتعطيل قرارات دولية تبيّن عنصرية حكام إسرائيل وجرائمهم؟ ام ان هناك مفهوما خاصا أمريكيا للعنصرية، تطبقه هي كما ترغب، وحيثما واينما ترغب؟
جيد ان تُدان العنصرية في الرياضة، لكن ما يحصل هنا من جرائم عنصرية يبقى محدودا بالمقارنة مع ما يرتكب ضد الشعوب، ومع التمييز متعدد الاشكال الذي تتعرض له.
وهنا يتوجب التأكيد أن الموقف من الجرائم العنصرية لا يتجزأ، وان التعامل معها بمعايير مزدوجة مرفوض ومدان تماما.