تأتي مبادرة الحوكمة العالمية التي أطلقها الرئيس شي جينبينغ في اجتماع مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في ظروف يواجه فيها النظام الدولي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية أزمة حقيقية، تلازمت مع تحديات ومخاطر جديدة تتهدد عالمنا اليوم. وكان الرئيس شي جينبينغ مصيبًا ودقيقًا في تشخيصه بأن الحوكمة العالمية باتت أمام مفترق، وأن إصلاحها بات ضرورة لحماية السلم العالمي وبناء عالم أكثر عدلًا يضمن احترام سيادة جميع الدول وحقوق شعوبها في التحرر والاستقلال والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. فخلال العقود الأخيرة أصبح النظام الدولي يمر بأزمة شرعية نتيجة لانتهاك العديد من المبادئ والقواعد التي نصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة، كحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية واحترام وحدة الأراضي وسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الالتزام بمبدأ تعاون الدول في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي، وفي مجال الصحة وعدم الانتشار النووي. كما اقترن كل ذلك بتراجع التعاون الدولي والعمل المتعدد الأطراف، مما كان له تداعيات خطيرة على الأمن والسلام والاستقرار في العالم، وإضعاف دور الأمم المتحدة وهيبتها وسلطتها وتهميش وكالاتها. ومن العوامل الأساسية الأخرى في زعزعة نظام الحوكمة العالمية والقناعة بشرعيته تمركز التحكم في هيئاته بيد الدول الكبرى وممثليها، على حساب تمثيل الدول النامية ومشاركتها في صناعة القرار الدولي. فأصبح النظام في حالة افتراق وعدم تناغم وانسجام مع واقع عالم اليوم الجيوسياسي والاقتصادي والتحولات التي شهدها نحو القطبية المتعددة، مع التنامي المتسارع لقوة الصين والهند والبرازيل الاقتصادية والتكنولوجية وتأثيرها في الشؤون الدولية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. ومع تنامي تأثير الأحزاب والتيارات اليمينية والقومية المتطرفة وصعود العديد منها إلى السلطة في عدد من البلدان الأوروبية وفي بلدان أمريكا الجنوبية، وتولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، ازداد نظام الحوكمة العالمية هشاشة وضعفًا، ما انعكس في ازدياد بؤر الحروب والنزاعات والتوتر. ونجد في بنود مبادرة الحوكمة العالمية تأكيدًا للقواعد والمبادئ التي نصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة، والتي جرى التجاوز عليها أو التخلي عنها، كالمساواة والسيادة بين الدول والالتزام بالقانون الدولي ونبذ الازدواجية في المعايير والتطبيق الانتقائي لقواعد النظام الدولي ومواد القانون الدولي. كما جاءت بنود المبادرة منسجمة ومعززة لأهداف «ميثاق المستقبل» الذي تم إقراره في قمة المستقبل التي انعقدت في أيلول عام 2024. وإذ تشدد فلسفة المبادرة على ضرورة المحافظة على مكانة الأمم المتحدة وتعزيز هيبتها وسلطتها وضمان دورها غير القابل للتعويض في الحوكمة الدولية، فإن المبادرة تدعو إلى العمل من أجل تعزيز الديمقراطية في الحوكمة العالمية بتوسيع مشاركة الدول النامية في هيئات وأطر المنظمات العالمية، كعضوية مجلس الأمن على سبيل المثال، وعدم السماح بأن تفرض بعض الدول رؤيتها وقواعد عملها على الآخرين وعلى عمل مؤسسات نظام الحوكمة العالمية كما هو الحال حاليًا. ولا تكتفي جمهورية الصين الشعبية، من خلال الرئيس شي جينبينغ، بإعلان التزامها بالمبادئ والقواعد والآليات التي تضمنتها المبادرة، وإنما تعمل على تجسيدها عمليًا وتطبيقها في علاقاتها مع شركائها الدول في منظمة شنغهاي للتعاون، وقدمت عدة مشاريع مشتركة تنسجم مع أهداف المبادرة، وحثّت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون على تقديم المثل في تطبيق المبادرة. إن اشتداد حدة الصراعات في عالمنا اليوم وتعمّق الاستقطاب السياسي، والتي تعكس في جوهرها تناقضات النظام الرأسمالي على الصعيد العالمي وفي مراكزه المختلفة، والتنافس المحموم على السيطرة والاستحواذ على الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة وعلى التكنولوجيا المتقدمة والأسواق، والتي وصلت حد شنّ الحرب التجارية وإطلاق العنان للتسلح المفرط، لا يشجع على التوقع بأن تلقى هذه المبادرة الاستجابة المرجوة من هذه الدول، خلافًا لمعظم دول العالم الأخرى. لذا تكتسب أهمية خاصة الدعوة لأن تلعب دول منظمة شنغهاي للتعاون دورًا نشيطًا ورياديًا في تطبيق المبادرة وتقديم أنموذج جاذب لدول العالم.
جاءت ولادة الحزب الشيوعي العراقي في 31 أذار من عام 1934، استجابة موضوعية لنشوء الطبقة العاملة العراقية وتطور نضالاتها الطبقية. وبقي الحزب طيلة ما يزيد على تسعة عقود أميناً في التعبير عن مصالحها واهدافها الأنية في الديمقراطية والخلاص من الاستغلال وتأمين مستوى معاشي يليق بها، كمنتج أرأس للخيرات المادية، وكذلك اهدافها بعيدة المدى في الحرية والمجتمع اللاطبقي.
وفي مؤتمره الحادي عشر، والذي انعقد في 2021، خصص الحزب فصلاً من برنامجه للتعريف بمفردات نضاله من أجل التطبيق الفعلي لقانون العمل النافذ رقم 37 لسنة 2015، وحماية حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، ومنع تعرضهم للفصل الكيفي، ورفع مستوى معيشتهم، والعمل على تنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، وإصدار التشريعات الكفيلة بضمان تمثيل العمال في مجالس إدارة المشاريع والمؤسسات الاقتصادية، والحكومية منها على وجه الخصوص، وضمان الحقوق والحريات النقابية للطبقة العاملة والشغيلة في جميع المشاريع الانتاجية والخدمية بما فيها مؤسسات القطاع العام، والسعي إلى تحقيق وحدة نضال الطبقة العاملة، واحترام استقلال الحركة النقابية وحق العمال في الاضراب والتظاهر والاعتصام، وفي الوقوف بوجه أي تجاوزات على حقوقهم من أية جهة جاءت، بما فيها الجهات الحكومية، فضلا عن اقرار التعددية النقابية والتعامل المتكافئ مع الاتحادات النقابية.
كما يناضل الحزب لدعم إنشاء وتطوير المشاريع الإنتاجية والخدمية الصغيرة والمتوسطة، التي تشغل مزيداً من الأيدي العاملة ولا تحتاج إلى كثير من رؤوس الأموال أو العملة الصعبة، ويدعو لرفع الحد الأدنى لأجور جميع العاملين، وحماية قدرتهم الشرائية بما يتناسب وتكاليف المعيشة المتنامية باستمرار، ولضمان حقوق ومصالح العاملين بالعقود والأجور اليومية في مختلف القطاعات وشمولهم بقانوني العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي، ولتشريع قوانين وضوابط الصحة والسلامة المهنية في المؤسسات والمواقع الانتاجية.
ويدافع الحزب عن حقوق ومصالح الفئات المهمشة والعاملين في القطاع غير المنظم وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، ويدعو لإشراكهم في القطاعات الإنتاجية المختلفة وتقديم الدعم والمساندة لهم، ولتشريع قوانين وضوابط الصحة والسلامة المهنية في المؤسسات والمواقع الانتاجية كافة.
ونحن في غَمْرَةِ تحضيرات مهرجانِنا السنوي السابق، وارتباطا بعدوان الكيان الصهيوني فما كان علينا إلا أن نتوقفَ عند ذلك، ونغيرَ طبيعةَ المهرجان المعروفة، الى مهرجانٍ للتضامنِ مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية، فكان عنوانُ مهرجانِنا الثامن هو: (مهرجانُ الدفاعِ عن الديمقراطية وحريةِ التعبير، مهرجانُ التضامنِ مع الشعبِ الفلسطيني).
ومنذُ يومِ 7 أكتوبر 2023 لم يتوقفْ حزبُنا الشيوعي العراقي، وجريدةُ "طريق الشعب" عن تقديمِ مختلفِ أنواعِ الدعم، رفضاً لحربِ الإبادة الجماعية المدمرة وحملةِ التهجير الممنهجة والتجويعِ المميت للشعبِ الفلسطيني الصابرِ والمقاوم.
اما مهرجانُنا الحالي، وإنْ كان شعارُه "خبز، حرية، دولة مدنية" يخصُّ بلدَنا العراق، لكن يمكنُنا القولُ إنه يخص فلسطين، ويخصُّ شعبَها الذي يعاني من الجوعِ وفقدانِ الأمنِ وحرب الإبادة، وهو يناضلُ من أجلِ دولتهِ المستقلة كاملةِ السيادة.
لقد كرّسَ الكيانُ الصهيوني الغاشم، كلَّ جبروتهِ وطغيانهِ منذُ أكتوبر 2023 حتى يومِنا الحالي، للنيلِ من الشعبِ الفلسطيني، واستخدمَ كلَّ ما لديه من أدواتٍ للقتل والتجويع والتهجير، وذلك بدعمٍ غير محدود من الامبريالية العالمية، وفي مقدمتها الولاياتُ المتحدة الامريكية وعددٌ كبير من الدول الأوروبية. وراح هذا الكيان المتعطش للدماء يبحثُ عن بدائلَ لاستمرارِ الحرب وتوسعتها، فاعتدى على لبنان واليمن وسوريا وايران وارتكب مجازر وحشية فيها.
إنّ الشعبَ العراقي، وقواه الوطنية ومنها حزبُنا الشيوعي، يقفُ دوماً مع شعوبِ المنطقة، ضد الاحتلال والحرب، ويناضلُ معهم من أجل حقوقِهم في العيش الكريم.. ونطالبُ اليوم بوقفِ عدوان الكيان الصهيوني على الشعبين اللبناني والفلسطيني، وأن يتحققَ السلمُ الدائم في المنطقة، عبر الاستجابة لإرادةِ شعبِ فلسطين، وتلبية حقوقهِ الوطنية المشروعة، بما فيها إقامةُ دولته الوطنيّة وعاصمتها القدس.
الحضورُ الكريم
إنّ شعار مهرجانِنا الحالي لَبالغُ الدلالةِ والعمقِ فيما يُواجه شعبُنا وقواه الوطنية والديمقراطية، وكلُّ المتطلعين إلى عراقٍ جديد، يفتحُ فضاءاتٍ أخرى ينتظرُها العراقيون.
ففي بلدِنا، اليوم، تتكاثرُ الأزمات والتعقيدات، مع غياب إمكانية تقديم الحلول من قبل القوى السياسيةِ الماسكة بالسلطة، بسبب تشبثِها بمنهجِ الفشلٍ والفساد والعجز والتقصير. إنه نهجُ المحاصصة الذي تسيّد العراق، وقاده إلى الكوارثِ والخرابِ والتراجعِ، وثلم سيادةَ وطنِنا، وفتح أبوابَه للتدخلات الخارجية.
وبسببِ هذا المنهجِ السيّئ، باتت أكثريةُ الشعبِ العراقي، تعاني من صعوباتٍ كبيرة في الحصول على لقمةِ العيشِ الكريم والسكنِ اللائق والصحّة الجيدة والتعليم المناسب. فيما تنعمُ الأقليةُ المتنفذة، التي تتماهى مع الفساد وتدعمه، بخيراتِ بلدِنا وثرواته.
وأدى هذا الى الفشلِ المتراكم، والى عجزِ مؤسساتِ الدولة عن القيامِ بواجباتها، وبات الفسادُ الذي نَخرَها يبحثُ عمّا هو متبقٍ في جسدِها، وصار يبحثُ عن قوانينَ تحميه، وتُبقي القائمين عليه في مركز الحكم.
ولم تُنفذْ حتى الآن الوعودُ الكبيرة التي قدمتها الحكوماتُ المتعاقبة، بسببِ طبيعةِ تشكيلِها، والنسق الذي تسيرُ عليه، وكذلك بفعلِ قوةِ الفسادِ والسلاح المنفلت، وأدى ذلك إلى غيابِ الأمنِ والتقدمِ والاستقرار المستدام، برغمِ ما توفّر لجميع الحكوماتِ السابقة والحالية من إمكانياتٍ مالية كبيرة، والتي جرى هدرُها بفعلِ سوء إدارة الدولة، وانعدامِ التخطيط، ونهج المحاصصةِ الطائفية الفاسد.
ولم تنتجْ الدورةُ البرلمانية الحالية قوانينَ ذات أهميةٍ كبيرة، في تعزيزِ البناء الدستوري والقانوني، بل هي شرّعتْ قانونا تنكّر لاسم البلدِ ونظامِه الجمهوري، عبر تشريعِ قانون العطل الرسمية، الذي أهمل ثورةَ 14 تموز المجيدة. فيما تسعى الكتلُ النيابية المتنفذة إلى تشريعِ قوانين أخرى بهدف الانقضاض على مدنيةِ الدولة ودستورها، ومنها محاولاتُ تعديلِ قانونِ الأحوال الشخصية النافذ، وهناك المزيد من القوانين الخلافية التي تجري تهيئتُها، لا لمصلحة الشعب العليا، إنما من أجل مصالحَ سياسية وانتخابية ضيّقة. فيما لم يقمْ مجلس النواب بتأدية دورِه الرقابي والتشريعي.
ونتيجةً لعجزِ القوى المتنفذة عن تقديم الحلول المناسبة للأزمات المتتالية، راح الكثيرُ من المواطنين، يبحثون عن فرصةٍ لنيلِ حقوقِهم، وذلك عبر الاحتجاجاتِ المطلبية، التي لم تتوقفْ يوماً، وفي عموم المدن والأرياف، وقُوبل عددٌ من هذه الاحتجاجاتِ بالتسويف والمماطلة تارةً، وبالقوة والقمع تارةً أخرى.
الأعزاء جميعاً..
وحيث الانتخابات البرلمانية على الأبواب، سواء جرت مبكرة أم التأمت في موعدِها القانوني، يبقى المهمُ التذكير بالسؤال الآتي: بعد كلِّ التجارب الانتخابية السابقة، والتي أعادت الى الواجهة ذات القوى بمنهجها المحاصصاتي التخادمي الفاشل، فأيُ انتخاباتٍ يحتاجُها شعبُنا وبلدنا؟
نحن نحرصُ على أن تكونَ العمليةُ الانتخابية رافعةً للتغيير، كما هو حال الوسائلِ النضالية الأخرى، وفي مقدمتها الحراكُ الجماهيري والسياسي لفرض إرادة التغيير.
كما إننا نسعى إلى الخروجِ ببلدنا من هذه الحلقة المفرغة، وكسر احتكار السلطة والقرار، وأنْ نكونَ مساهمين فعليين في تغييرِ موازين القوى، عبر مختلفِ وسائل النضال السلميّة، ومنها المشاركة في الانتخابات، من أجلِ تحقيقِ بديلِنا الآخر، الذي يقطعُ الطريقُ على حالة الشلل الراهنة، ويحولُ دون الانزلاقِ إلى الأسوأ، ويفتح آفاقاً جديدة واعدة لبلدنا.
لقد قرر الحزبُ الشيوعي العراقي، المشاركةَ في الانتخابات المقبلة، على اعتبارِ أنها أحد أشكال الصراع السياسي، وسنخوضُ هذا الصراعَ بعزمٍ وإرادةٍ وتصميم الشيوعيين وحزبِهم المجيد.
إننا اليوم، ومع جماهير شعبنا، والقوى المتطلعة الى التغيير، ورغم كلّ الصعوبات نعملُ على الخلاص من منظومةِ المحاصصة ومنهجها وإحلالِ البديل الديمقراطي، الذي يقود بلدَنا إلى الديمقراطية الحقّة واحترامِ حقوق الإنسان وتطبيقِ مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية.
سنكون نحن الشيوعيين العراقيين في الميدانِ الانتخابي، مثلما كنّا في الميدانِ الاحتجاجي، خصوصاً في انتفاضةِ تشرين التي حلّت هذه الأيام ذكراها الخامسة، والتي قدمنا فيها شهداءَ اعزاء.
العزيزات والاعزاء..
لقد حَفَل مهرجانُنا التاسع هذا اليوم بالعديد من الفعالياتِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والثقافية والفنية، وتصدرت فعالياتِه قضيةُ فلسطين وشعبِها الصامد في مواجهةِ آلة القتلِ الصهيونية المدعومة من أمريكا وحلفائها، وكذلك لدعمِ الشعبِ اللبناني الشقيق، ونجددُ تضامنَنا هنا مع كلّ شعوبِ المنطقةِ، ومنها أيضا الشعبُ السوادني الذي يواجهُ أزمةَ الحرب الأهلية التي تدار بالوكالة.
لقد تضمن منهاجُ مهرجانِ "طريق الشعب" التاسع، الذي احتفى بالراحل الرفيق المناضل إبراهيم الحريري (شخصية المهرجان) لهذه العام، فعالياتٍ مختلفة، نظمتها اللجنةُ التحضيرية، ومنها ندوةُ الحصول على المعلومة، وكذلك الحوارية الواسعة مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.. وسوف تستمعون بعد قليل الى ما تبقى من فعالياتٍ فنيةٍ تضامنية.
كذلك نُظمت الخيمُ المنتشرة في جوانبه، فعالياتٍ ثقافيةً واجتماعيةً وفنية متنوعة. وهنا لا بد من توجيهِ التحية والشكر الى جميع المشاركين في هذا المهرجان.
الشكرُ الجزيل الى الشغيلةِ والمتطوعين ، الذين حرصوا على بناءِ هذه الخيم، وسوف يسهرون على رفعِها بعد انتهاء المهرجان، كما في المهرجاناتِ السابقة.
الشكرُ الجزيل، لجميعِ الجهات التي شاركت وساهمت ودعمت المهرجانَ..
الشكر الوفير للقواتِ الأمنية على توفير الأمن منذُ يوم امس،
سيبقى صوتُ الشيوعيين العراقيين وجريدة "طريق الشعب" ومنابرِه الإعلامية الأخرى عالياً من أجل الوطن الحر والشعب السعيد..
سنناضلُ من أجل حقوقِ المرأة والطفولةِ والشباب والطلبة، وعمومِ شغيلةِ اليد والفكر..
عاش شعبُ فلسطين الصامد المقاوم..
عاش شعبُ لبنان المكافح الصابر
عاش شعبُنا العراقي والمجدُ لشهدائه الأبرار..
شكراً لكم جميعا
والى المهرجان العاشر لجريدتنا الغراء "طريق الشعب"، والتي كما كانت ستبقى أداةً فاعلة للدفاع عن مصالح الشعب والوطن وكادحيه، ومن اجل نشرِ قيمِ حقوق الانسان والتنوير والعدالة والديمقراطية.
ـــــــــــــــــــــــــــ
كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي القاها الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب، في حفل ختام المهرجان
في مناسبة الذكرى المضيئة التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، حيّا الرفيق حميد مجيد موسى، السكرتير السابق للجنة المركزية للحزب، جميع الرفاق والرفيقات، وجميع من شارك في نضال الحزب من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكل من تعزّ عليه قضية الحزب الشيوعي من الاصدقاء الديمقراطيين اليساريين والثوريين. واستهل الرفيق موسى حديثه لـ»طريق الشعب» بالقول: إنها مناسبة لاستذكار أمجاد شهداء الحزب، ومواقفهم البطولية وصمودهم الأسطوري بوجه الأنظمة الرجعية الديكتاتورية. ونُحيّي مساهمة مناضلي الحزب البواسل في سوح الاحتجاج، وفي العمل السري وحركة الانصار ممن تحدوا الجلادين واساليب التعذيب والترهيب والسجون والتهجير والمطاردات وتحملوا ظروف الاعتقال والاعدامات والاغتيالات السياسية وقطع الارزاق، ايمانا منهم بحق الشعب وكادحيه المشروع في حياة كريمة ومزدهرة ومتطورة، وبلد مستقل ذي سيادة.
وقال، ان «الشيوعيين قدموا الغالي والعزيز من اجل تحقيق الديمقراطية الحقيقية والاستقلال السياسي والاقتصادي والتنمية المستدامة والتطور لوطنهم»، مشيرا الى انهم «كرّسوا جلّ طاقاتهم لصياغة الشعارات الواقعية السليمة والسياسات الوطنية المعبرة عن مصالح الكادحين وعموم الشعب وخاضوا تجارب عسيرة وشائكة، وواجهوا ظروفا صعبة وذاقوا حلاوة النجاح ومرارة الفشل».
واضاف الرفيق موسى، أنه برغم الايام السوداء التي مرّت بهم «تمكن الشيوعيون من استخلاص الدروس الصحيحة والأساليب الناجحة، لتطوير وتقويم مسارهم وتجاوز العثرات، دون زهو او غرور بالنجاحات».
وأكد الرفيق حميد كجيد موسى القول: إنها «تسعة عقود من الصمود والشجاعة والالتصاق بالشعب وبالشغيلة والدفاع عن مصالحهامصالحها، وبروح التجديد والديمقراطية، وبالحيوية الفكرية والواقعية السياسية، وباساليب العمل المتطورة، وبالايثار والحرص على الوحدة ومكافحة اساليب التخريب والتطرف والعدمية، مكّنت الحزب الشيوعي من ان يبقى قوة بارزة ومؤثرة في حياة المجتمع العراقي. وستبقى وسيبقى دائما قوة محركة ورائدة لاعادة بناء مجتمعنا ولتحقيق مشروعه الوطني الديمقراطي بآفاقه الاشتراكية».
وختم الرفيق موسى بتوجيه التحية لجميع نشطاء الحزب وجماهيره المناضلة، متمنيا «الازدهار لبلدنا والسعادة لشعبنا والحرية الكاملة لوطننا والعزة والنصر لحزبنا.
لمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، قال الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب: «نحتفل اليوم (31 آذار) بهذه الذكرى، كحزبٍ ومناضلين ورفاقٍ وقوى وطنية»، منوها بـ»الدور الذي لعبه ولا يزال الحزب الشيوعي العراقي في الحركة الوطنية والنضال الوطني والتحرري والطبقي والديمقراطي».
وأضاف الرفيق فهمي في حديث لـ«طريق الشعب» ان «هذه المناسبة اضافة لكونها استذكاراً واحتفالاً بهذه المسيرة وبشهدائها وبإنجازاتها ومحطاتها المختلفة. كذلك هي مناسبة للوقوف على الاخفاقات والانتصارات، وهذه عملية ترافق كل حركة سياسية يمتد تاريخها الى هذا العدد الكبير من السنوات، تجاوزت ومرت عبر مراحل وأنظمة سياسية وظروف تاريخية مختلفة ومعقدة».
وأكد الرفيق فهمي، أن «الحزب يواجه راهنا تحديات الواقع ومستجداته، اي الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتكنلوجي، وهذه كلها تضع امام حزبنا والاحزاب عموماً تحديات غير مسبوقة ينبغي ان نواجهها، وتنعكس علينا في حاضرنا اليوم».
واشار الى ان «الحزب مطالب، اليوم، بان يلعب دوره كاملاً في التأثير على مسارات البلد، ونحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية طموحات وحقوق المواطنين، لا سيما الطبقات الكادحة والطبقة العاملة والشغيلة والفئات المختلفة بمن فيها المثقفون الثوريون».
واسترسل الرفيق فهمي في حديثه قائلا: إن «الدولة المدنية الديمقراطية لا تزال مشروعاً، إذ أن عملية بناء الدولة لا تزال تواجه تحديات كبيرة. وأمام هذه التحديات المتنوعة، واجب على الحزب ان يعمل وأن يؤثر، وأن يضع الاستراتيجيات والتكتيكات وأن يبتكر صيغ العمل لمواجهة تلك التحديات».
واستطرد بالحديث ان «التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته البلاد افرز شرائح مختلفة؛ ونتحدث اليوم عن اقتصاد فيه فئات غير منتظمة في هياكل اقتصادية واضحة، ضمن ما يسمى القطاع غير المنظم»، مشددا على انه «ينبغي للحزب ان يعمل مع هذه الفئات».
وتابع الرفيق فهمي بالقول: «ونحن نقف في عشية الذكرى التسعين، ينبغي أن ننظر الى هذه المسيرة المجيدة بكل تضاريسها وتعقيداتها وايجابياتها ونقاط ضعفها لنعيد دراستها»، مضيفا ان «الحزب يدرس هذه التجربة في ضوء معطيات الحاضر، وكيف استطاع ان يجابه في مراحل مختلفة هذه التحديات، وان يبني تنظيماته، وان يتصدى لطروحات خصومه ويجتذب الجماهير حوله وينمي ارتباطاته وصلاته الجماهيرية وخوض النضالات المختلفة؛ فهذه التجارب الغنية لا بد من ان تكون حاضرة ومستوعبة من قبل جمهورنا الحزبي وخصوصا الجيل الشاب، الذي ربما لم تسمح له الظروف بالاطلاع على هذه الأمور، وكلّ هذا نربطه بالحاضر والمستقبل».
وأردف الرفيق قائلا: «نواجه اليوم مصاعبَ ولا نخفي ذلك، لكن لدينا ثقة كاملة في أن هذه المصاعب حينما نشخّصها ـ والحزب ربما أول من قام بتشخيص الصعوبات وربما الأخطاء ـ فهذا يعني ان هناك رغبة واستعدادا وقدرة وإمكانيات لتجاوزها، لكن كيف ننظم عملنا لتجاوزها؟ هذا ما نعمل عليه الآن حيث تسلط احتفالاتنا بالذكرى الضوء على ذلك، فهو ليس مجرد احتفاء، بل نظرة نقدية إيجابية لكل هذه التجربة، من المنطلقات التي ذكرتها لمواجهة متطلبات الحاضر».
وذكر الرفيق فهمي، ان «الحزب يسعى من خلال فعاليات الذكرى التسعين ـ التي ستسمر لعام كامل على كل المستويات والصعد وفي كل المحافظات وفي الخارج ـ لأن يكون الاهتمام بالمشاركة الواسعة التي تتجاوز رفاق الحزب»، مؤكدا انها «مناسبة للانفتاح، فهناك جمهور واسع ووسط يعاتب الحزب لعدم الوصول والتواصل والانقطاع، لذا سنعمل هذا العام على معالجة الخلل حيث وجد، والعمل على إيجاد أوسع الصلات مع عوائل الشهداء والرفاق المنقطعين والأصدقاء».
ولفت فهمي إلى أن «ما تحقق حتى الآن خلال الاسابيع القليلة الماضية منذ الشروع بهذه الاحتفالات يحمل اشارات واعدة؛ هناك كم هائل من الفعاليات في الداخل والخارج، ونأمل ان تتواصل وتشمل ميادين ومجالات متعددة وتتخذ اشكالا مختلفة».
وأكد ان الحزب «مستمر في نضاله على الصعيد الوطني والديمقراطي والطبقي ومختلف الميادين، وسيبقى مواصلا لها وبأشكال مختلفة سواء بالنضال السياسي أم الفكري، فالتحديات الفكرية ليست قليلة».
واختتم سكرتير اللجنة المركزية للحزب، حديثه بتوجيه التحية الى «كل الرفيقات والرفاق وندعوهم الى رفع الهمم والاستعداد الكبير والدائم لمواجهة التحديات. ثقتنا كبيرة بحزبنا وشعبنا وكل قواه الخيرة من اجل التصدي لهذه المهام الكبيرة ومواصلة السير على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية».